هل صار سياسيونا أعوانا لعزرائيل؟ |
تبقى فكرة الموت وما يحيط بها من أمور، من أكثر القضايا إثارة لخوف وتوتر الإنسان العادي، ممن خلط الصالح بالطالح. كحالنا. لان قضية الموت مرتبطة بالكثير من الغيبيات، ويرافقها الكثير من الالم والمعاناة، يتهرب الكثير من الناس من التفكير فيها، أو في الأقل يتمنون أن تكون وفاتهم سريعة لكي لا تطول معاناتهم. رغم رهبة وقساوة قضية الموت، إلا أنها لا تخلوا من طرافة ساخرة في جوانبها أحيانا، فمثلا تختلف أسباب الموت من بلد لأخر، وبين شعب وأخر، قديما كان الإنسان يموت غالبا بسبب الشيخوخة، لكن وصف الشيخوخة لا يشابه ما تعنيه الآن حيث صار عمر الخمسين هو مقصود الكلمة!؟. في بعض البلدان يكون الانتحار من أسباب الموت الشائعة نتيجة للترف والفراغ الفكري، ويكون الجوع هو السبب في أخر، والمخدرات أو الأوبئة في غيرها. وهكذا. تميز العراق بالكثير من الأمور والصفات عن غيره من البلدان، فخيراته محيرة من حيث كثرتها وتكاملها، ووفرة المياه فيه، مع موقع استراتيجي، وطمع كل القوى الكبرى فيه، وسوء في خدماته، وقلة القادة المخلصين فيه. وظهرت ميزة جديدة فيه، هي كثرة وتنوع طرق الموت فيه؟!. الجوع والأوبئة قديما، ثم حروب لا ناقة له فيها ولا جمل، أو حروب الإنابة التي كانت تحصد عشرات الألوف يوميا، والأضاحي اليومية التي كانت تحصد على يد مختلف أنظمة حكمه في سبيل الحرية, كانت أهم طرق الموت به, واليوم وبعد عقد من زوال النظام, زاد تنوع طرق الموت, مع بقاء الطرق التقليدية فاعلة, فأضيف لها الموت ذبحا أو دفنا حيا, او التغيب دون معرفة كيفية الموت, هل توقفت القضية هنا؟. مخيف جدا ما يمكن توقعه من طرق موت جديدة، فليس غريبا أن نسمع أن عراقيا مات بسبب صدمته من تصريحات أحد سياسيينا العباقرة، أو مات بحسرته لأنه صوت لمن كان يظنه منقذه فتبين انه أحد أعوان الشيطان، أو أخر صار صداما علينا باسم الديمقراطية أو الدين، أو حتى ارتفاع ضغط الدم المفرط بسبب برلمان يفصل القوانين للأشخاص، أن تمخض. وولد قانونا. كانت جدتي رحمها الباري، وكانت معمرة نسبيا بمقياس ذاك الزمن طبعا. تقول بنجفيتها المحببة، "ربي اريده هينة لينة"، وعندما نسألها عن معناها، تشرح لنا بأنها تريد وفاتها أن تكون بلا عذاب أو تعب أو معاناة لها أو لنا، وكان لها ما أرادت. لكنها للعراقيين تبدوا بعيدة المنال! تقول الروايات المتواترة أن لعزرائيل عليه السلام أعوانا من الملائكة، يساعدونه في قبض أرواح البشر الذين حان اجلهم. هل يحق لي أن اسأل أن كان بعض سياسيينا يعملون أعوانا لعزرائيل؟! |