الهاشمي والأردن ... عداوة من بعد محبة |
الهاشمي الذي لم يكن معروفا سياسيا حتى عام 2004، حصل على دعم كبير ومباشر من الأردن التي كان يقيم فيها، في وقت كانت بريطانيا تبحث بجدية عن شخصيات تسلطهم على المكون السني لتقود (ظاهريا) عملية المعارضة وتمثل ذلك المكون في مواجهة الحكومة التي نصبت بريطانيا عليها بعض جنودها لتسلطهم على المكون الشيعي بالتحالف مع المكون الكردي، وبدأ الهاشمي يتردد على عدد من العواصم العربية حاملا فيه لواء المكون الذي يدعي الانتماء اليه والذي تقرر في إحدى فنادق عمان الخمس نجوم أن يمثله. وحظي في تلك الفترة بدعم مباشرة من المخابرات الأردنية باوامر بريطانية وتمت رعايته وتكبيره لرجل سياسة يمثل مكونا ما في الفسيفساء العراقية المتنوعة. وبقيت العلاقة بين الهاشمي والمخابرات الأردنية قوية، وتزداد موثوقية وقوة خلال تدرجه في العمل السياسي وأستلامه المناصب السياسية، وكان الرجل وفيا لعمان ــ المستعمرة البريطانية ــ كثيرا خاصة أن عائلته كانت لا تزال تقيم في فيها، ويتردد عليهم بين فترة وأخرى. إلا أن التحولات الكبيرة التي خلقها ما يسمى صهيونياً الربيع العربي ووصول الأخوان المسلمين لسدة الحكم في تونس ومصر وليبيا وأستقواء إخوان الأردن بهذه التحولات في فرض الأمر الواقع الإخواني على الأردن قبل أوانه وتسرع في وقته المحدد له، دفع المخابرات الأردنية إلى أخذ الكثير من التدابير ضد هذه الجماعة، ومن بينها فرعها العراقي الذي كان يمثله طارق الهاشمي. وجاء الإنفتاح العراقي الحكومي على الأردن أقتصاديا بعد أن مدت بغداد بطلب بريطاني يد المساعدة لعمان التي كانت تعاني عجزا ماليا أقربت للإفلاس، فكانت زيارة نوري المالكي لعمان نهاية العام الماضي بداية مهمة لعلاقات أقتصادية مع بغداد تستوجب أردنيا التخلص من المعيقات التي يمكن أن تشوه تلك العلاقة وعلى رأسها طارق الهاشمي. فكان القرار الأردني أنهاء العلاقة مع الهاشمي وقطعها بشكل نهائي. وتحدثت صحيفة المجد الأسبوعية الأردنية المعارضة عن أزمة في العلاقة بين الاردن وطارق الهاشمي، مؤكدة ان الهاشمي قام بترحيل عائلته من العاصمة الاردنية احتجاجا على ما وصفه بـ "تجاهله من قبل المسؤولين الاردنيين ارضاء لرئيس الوزراء نوري المالكي". وافادت الصحيفة في تقرير لها، نقلا عن مقربين من الهاشمي ان اسرته استقرت في الدوحة تمهيدا للاقامة فيها موضحة انه كان ينوي الاقامة في الاردن مع عائلته التي انتقلت لها منذ اعوام، مشيرة ان الهاشمي تراجع عن قراره بسبب تجاهله من قبل المسؤولين الاردنيين. ونقلت الصحيفة عن المقربين من الهاشمي، لم تذكرهم بالأسم، انه يعد تجاهل المسؤولين لرغبتهم في ارضاء المالكي "طمعا في مكاسب اقتصادية تعين الاردن على تجاوز ازمته"، حيث فهم الهاشمي الموضوع على أنه طرد غير مباشر له من الأردن. وعادت صحيفة "صباح" التركية، لتؤكد طرد الاردن للهاشمي وقطع العلاقة معه، وقالت في تقرير لها أن الهاشمى عاد من قطر الأسبوع الماضى، وأجرى فور عودته إلى أنقرة مباحثات مع مسؤولى حكومة العدالة والتنمية بتركيا، مشيرة إلى أن الأردن رفضت منح الهاشمي جنسية أردنية رغم تقديمه طلبا بهذا الخصوص. ويرجع مراقبون ومحللون عراقيون أسباب القطيعة بين عمان والهاشمي إلى المنافع التجارية التي لوح بها المالكي بوجه الأردن ومنها أنبوب النفط الواصل بين البصرة ومدينة العقبة، حيث تبدو عمان حاليا في أعلى أهتمامها في هذا المشروع التي قررت البدء بتنفيذه سريعا وتقيم العديد من المؤتمرات والإجتماعات لإستدراج رعايات له ودعم مالي وتنفيذي من الشركات العالمية بعد الحصول على ضمانات بريطانية بالمنافع التي سيقدمها لها هذا المشروع في حال بدأ العمل به نهاية العام المقبل 2014. وقال المراقبون أن المكاسب الإقتصادية الكبيرة هي التي دفعت عمان لتعلن قطيعتها مع الهاشمي فهي لا تريد حاليا اي وجع لرأسها مع العراق المنفتح عليها بالكامل، وقررت أبتداء منع أي نشاط عراقي أو أردني على اراضيها ضد العملية السياسية في بغداد. ويذكر ان الاردن اخترقت الهاشمي بواسطة بعض الاعلاميين العراقيين الذين يعملون لصالح المخابرات الاردنية، وتم تسجيل صوتي في لقاءات خاصة وبدون علم الهاشمي يشرح فيه الهاشمي عن وضعه وعن مشاريعه المستقبلية. |