السيارات الحكومية للاستخدامات الانتخابية

 

خلال خروجك الى الشارع بعد انتهاء الدوم الرسمي في الدوائر الحكومية سوف تشاهد ارتال من السيارات بجميع الانواع والموديلات تجوب شوارع بغداد والمحافظات العراقية كافة ، سيارات تحمل لوحة مكتوب عليها (حكومية ) ، طبعا هذه السيارات وخاصة الحمل منها تحمل المئات من الملصقات لمرشح كبير جدا وتجوب هذه السيارات شوارع بغداد والمحافظات من اجل وضع هذه الملصقات او الجداريات الكبيرة في مكان معين ، اما السيارات الصغيرة والرباعية الدفع فتحمل علانية صور لمرشحين لكتل متنوعة نافذة في الدولة العراقية .

طيب هذه السيارات هي ملك للدولة وتابعة الى دوائر حكومية  او عائدة الى مركز الوزارات في بغداد ، ما هي طبيعة عمل هذه السيارات بعد انتهاء اوقات الدوام الرسمي ؟

الجواب هو ، هذه السيارات تعمل بدوام صباحي ودوام مسائي ، الدوام الصباحي خاص للدولة اما الدوام  المسائي فيكون خاص للاستخدام من اجل الترويج للدعاية الانتخابية للأخ المسؤول ، وفي بعض الاحيان يكون دوام هذه السيارات صباحي من اجل حملة السيد المسؤول المحترم وأمام اعين الناس وبدون خوف او رقيب .

وفي بعض الاحيان  تشاهد ابن الموظف او المسؤول يقود السيارة من اجل قضاء حاجات المنزل من تسوق الى التنقل الى قضاء حاجات الجيران والأصدقاء بهذه السيارة الحكومية !!

وفي الصباح يذهب هذا الموظف او المسؤول الذي لا يمتلك خاصية حب الوطن والمحافظة على امواله الى دائرته ويطالب بمصاريف البنزين والإطارات وتصليح المحرك وتبديل الدهن وأجور الكهربائي وكل شي يخص هذه السيارة سوف يكون مصرفه على الدولة لا غيرها !!

طبعا هذا النوع من المصاريف على هذه السيارة الحكومية يمثل نوع جديد من انواع الفساد الاداري والمالي المستشري في كافة دوائر الدولة .

انا اوجه سؤالي الى الاخوة الموظفين او المسئولين الذين يستخدمون سيارات الدولة بعد انتهاء الدوام الرسمي ، من اجل مصالحهم الخاصة ومن اجل الترويج للدعاية الانتخابية ، كم سيارة خاصة يملك كل واحد منكم في داره ؟

طبعا سيكون الجواب هناك اكثر من سيارة خاصة لدى كل واحد منهم وهي ما زالت جديدة ونظيفة يحتفظ بها الاخ في كراج المنزل لأنها ملك خاص ويخاف عليها من ابسط الظروف المناخية !!

طيب لماذا لا تخاف على السيارة الخاصة بالدولة العراقية وتقوم بالمحافظة عليها كما تقوم بالمحافظة على سيارتك الخاصة ؟

انا من موقعي هذا اطالب الحكومة والوزارات والحكومات المحلية في المحافظات والاقضية والنواحي بتشكيل لجان مختصة بمتابعة عمل هذه السيارات اثناء الدوام الرسمي وبعد انتهاء الدوام الرسمي لهذه الدوائر ، مع مراعاة ادخال هذه السيارات الى كراج خاص وجردها بعد انتهاء الدوام بساعة حتى نتأكد ان جميع السيارات قد ادخلت وغادر سائقها الى خارج الدائرة الحكومية ومحاسبة كل مدير او موظف لا يلتزم بهذه الاجراءات القانونية من اجل المحافظة على اموال الدولة سليمة حتى يستفاد الذين يأتون من بعدنا منها ، وأيضا يجب ان تكون سيارات المسؤول الكبير سيارة او ثنين وحتى ثلاث ، ولكن ليس ارتال من السيارات تابعة للدولة العراقية وليس لحضرت جنابه .

هذه بعض الاجراءات البسيطة التي من خلالها نستطيع القضاء على نوع معين من انواع الفساد المستشري في كافة انحاء الجسد الحكومي العراقي ، وأيضا نحافظ على نزاهة الانتخابات وعدم استخدام هذه السيارات الحكومية من اجل الترويج لحملاتهم الانتخابية ، وحتى لا يكون الاخ صاحب الوظيفة الكبيرة والسيارات الكثيرة في خدمة نفسه بل في خدمة الجميع وبناء عراق جديد بعيد عن هؤلاء الفاشلون الذين يحاولون استخدام كل شي خاص بالدولة من اجل الدعاية الانتخابية ومن اجل التمسك بالسلطة والمال .