أتفاق بريطاني أمريكي إيراني لإدارة ملف تقسيم العراق




العراق تايمز ــ لا يخفى على أحد حجم العلاقات الثنائية القوية بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية من جانب وإيران من جانب آخر، فعلى الرغم من العداء المعلن بينهم إلا أن العلاقات بقيت تحافظ على زخمها المتواصل وتبادل المصلحة الإستراتيجية بينهم.

ولا شك أن توزيع الأدوار الرئيسية في المنطقة بصورة عامة والعراق بصورة خاصة أستدعى تعاونا وتفاهما عميقا بين بريطانيا وإيران، تحول التعاون والتفاهم إلى علاقة متينة، أدير على ضوئها ملف الصراع وتقسيم العراق بكل دقة بعد أن تطوع ساسة ما يسمى العراق الجديد للإضطلاع بمهام تنفيذ ملف الصراع والتقسيم بما يريده البريطانيين والإيرانيين ومعهما الأمريكان.

وكان موقع "ورد نت ديلي" الأمريكي، كشف عن وجود سلسلة إجتماعات سرية، جمعت ممثلي بريطانيا وأمريكا بفريق يمثل النظام الإيراني على رأسه "علي أكبر ولايتي" وكانت الإجتماعات تجري في الدوحة وواشنطن. وعقد مستشار الخارجية الأمريكية "وربرت اينهورن" إجتماعات سرية ومطولة مع ولايتي منذ عام 2009، وكشف الموقع الأمريكي عن أن ولايتي إجتمع لأكثر من عشرة مرات مع البريطانيين والأمريكان في إجتماعات سرية خلال السنوات العشرين الماضية.

ولم يتوقف البريطانيين ولا الأمريكان عن لقاء القادة الإيرانية طوال السنوات الماضية، وكانت هناك الكثير من اللقاءات السرية البعيدة عن أضواء الإعلام، لبحث أدوارهم في البلاد وإدارة ملف الصراع في العراق. وأخر تلك اللقاء ما تم الكشف عنه مؤخرا بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ووزيرة الخارجية الأمريكية المنتهية ولايتها هيلاري كلينتون في منطقة الأحواز الإيرانية.
الأخبار المتواترة عن الإجتماع وعلى الرغم من شحتها، بدأت بإعلان خجول في الصحافة الإيرانية عن هبوط طائرة أمريكية إضطرارياً في مطار الأحواز الدولي والإكتفاء بهذا الخبر دون أي توضيح من الجانبين الأمريكي والإيراني.

وترافق الخبر الخجول مع تخبط إعلامي إيراني واضح، أثار شكوك عميقة عن حقيقة الأمر، فحسب مصادر إيرانية عدة منها صحيفة "همشهري" فإن الطائرة هبطت الساعة الثالثة والنصف صباحا في الرابع عشر من الشهر الماضي في مطار الأحواز الدولي ومكثت هناك لمدة 15 يوماً. ثم خرجت وكالة "ارنا" الإيرانية الرسمية لتعلن إنها أقلعت إلى هولندا، في حين كانت وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية أكدت أن الطائرة الأمريكية من نوع "فالكون" قد غادرت الأحواز باتجاه دبي.

والمثير في القضية أن رحلة الطائرة الغامضة ترافقت مع زيارة الرئيس الإيراني للأحواز الإيرانية، وأختفاء الوزيرة الأمريكية كلينتون عن أنظار وسائل الإعلام بصوة شبه تامة.

وكان موقع "دبكا" الإستخباراتي الشهير أصدر تقريراً خطيراً عن حقيقة مرض هيلاري كيلنتون وإرتباط تواريها عن الأنظار برحلة الطائرة الأمريكية للأحواز. ونقل التقرير عن "روبرت بيزل" مراسل شبكة "أن بي سي" الأمريكية تشكيكه برواية تجلط الدم لكلينتون مضيفاً إلى أن هناك شيء آخر يحدث ولا يتم الإعلان عنه. أما موقع "دبكا" فقد كشف عن إن إختفاء كلينتون جاء بسبب حقيقة ذهابها في مهمة سرية للمنطقة العربية وبالتحديد لإيران، وكشف إلى أن طائرة كلينتون إنطلقت من البحرين وكانت في طريقها إلى بغداد قبل أن تهبط في الأحواز، وربط التقرير الإستخباراتي إنتحار قائد القوات البحرية الأمريكية الخاصة "جوب بريس" في أفغانستان بالمهمة السرية لكلينتون، حيث يعتقد أن وفاته متصلة بالتفاصيل الأمنية لزيارة كلينتون للأحواز.
وقال تقرير الإستخبارات العسكرية الخارجية الروسية التابعة لهيئة الأركان العامة الروسية (جي أر يو)، وزع على الكرملين الروسي، أن "كلينتون وقائد القوات البحرية الأمريكية قد أصيبوا في هبوط طائرتهم من نوع (بيتشكرافت سي ــ 12 هورون، نقل عسكري) في حادث في مدينة الأحواز حيث كانوا في مهمة سرية للقاء أحمدي نجاد وقد قتل قائد القوات البحرية على اثر ذلك.
ويستند التقرير الروسي إلى تسجيلات سلاح الجو والفضاء الروسية التي ترصد الطلعات العسكرية الأمريكية حيث يؤكد التقرير أن "قائد القوات البحرية جوب برايس وآخرين من فريق القوات الخاصة الرابع، غادروا قاعدة أورزغان في أفغانستان جواً إلى القاعدة البحرية الأمريكية في البحرين حيث إجتمعوا بهيلاري كلينتون، ليركبوا معها الطائرة (سي ــ 12) متوجهين في مهمة سرية للأحواز حيث كان أحمدي نجاد بانتظارهم هناك، غير أن أمراً ما حدث أثناء الهبوط تسبب في تحطم الطائرة وقد تدخلت فرق الطوارئ الإيرانية لإنقاذ الركاب وكانت الوزيرة كلينتون فاقدة للوعي وتنزف بغزارة، وتم نقل الجرحى والمصابين جميعاً إلى البحرين وأخيراً كانت المناورات العسكرية الإيرانية تغطية على هذه الفضيحة الأمريكية الإيرانية".

ويرى مراقبون ومحللون سياسيون عراقيون أن الإجتماع السري بين بريطانيا وامريكا وإيران الذي عقد في الأحواز يهدف إلى بلورة مشروع التقسيم في العراق وتوزيع الأدوار بين المجتمعين الثلاثة بصورة تضمن المصالح الخاصة بهم، متوقعين أن تشتعل الأزمة السياسية في العراق في غضون الفترة المقبلة تمهيدا لتنفيذ ما أتفق عليه البريطانيين والامريكان مع الإيرانيين.