العراق والانتخابات
ان ما نراه اليوم في العراق وجه من غير ملامح ..لا شي واضح وما يحدث غيرمفهوم على ارض الواقع,ازمات لا نهاية لها الامنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ..كيف يعقل ان يستقر البلد ويتواجد به عدالة؟! وهناك اناس يفطرون بقايا الرمل  ولا ماكل لديهم في المساء بينما هناك اناس يستلمن الملايين ولا صدى لاصواتهن الا اوقات الرواتب يتجولون بين البلدان ويتنزهون بدم الشعب وقوته..هناك من لا يجدون الا الارض فراش لجسدهم الهزيل بينما هناك من ينام على فراش من الريش والحرير لا تضرب رياح الفقر والحرمان !
 اين العدالة الاجتماعية هنا واين المساوات في بلد اغلب شعبه يتسول لقمة عيشه؟؟
اما عن الوضع الامني الذي عجز الفرد العراقي عن فهم ما يحصل في عراق الانفجارات والاغتيالات والقتل العشوائي!!
المعروف لدى الجميع  تواجد السيطرات بكمية هائلة على الطرق بحيث لا تتخلص من نقطة تفتيش حتى تصل النقطة الثانية ,بالرغم من تواجد المكثف للسيطرات الا اننا نرى كيف الانفجارات تحل المواطن الى اشلاء واجزاء امام اعين المسؤولين الامنيين والاداريين ,السؤال هنا كيف ولماذا رغم التواجد المكثف لهذه السيطرات الا ان الانفجارات تحدث وبسهولة بين الابرياء ومن المسؤول عن هذه الاوضاع  ؟؟ 
حيث يكون الدم العراقي رخيص ..اي جحيم هذا الذي  يتطفل على  حياة العراقي وما ذنب المواطن ان يدفع فاتورة السياسين والطائفيين بارواحهم ,اي خطية اخطئوها العراقيين لكي يصلوا الى ما وصل اليه اليوم,كان حلم المواطن ان بلده في قمم التطور الاقتصادي والامني والاجتماعي ؟اهذا عقابهم لانهم حلموا  ان تكون لديهم حياة كريمة امنة ومستقرة وان يروا بلادهم متقدمة كبلدان الاخرى؟! 
 اما المسلسل الكوميدي الساخر الذي نراه على الساحة السياسية(توم و جيري)الذي لا تنتهي حلقاته بين ابطال السياسة واسيادها ساعة حمراء واخرى سوداء ابدا لم نراها بيضاء ..على الكراسي  والمناصب يتسامرون ويتجادلون وارواح الشعب على مستنقع الموت يرقدون  وامالهم تتقلص وما كان ينقص الشعب تصريحات غير مسؤولة خاصة ذلك الذي صرح ان بغداد انظف من نيويورك فهنا المشهد مضحك جدا وبتحليل مبسط اعتقد ان السيد لم يتجول في بغداد ويرى ما نراه من اوساخ تسبب الامراض وتلوث البيئة و تترك مناظر قبيحة في شوارع العاصمة "بغداد"ليصرح ما صرحه حول نيويورك و بغداد او لربما كان يعتقد ان نيويورك تشبه اي مدينة سائبة وليس نيويورك الولايات المتحدة الامريكية والثاني الذي صرح الدم بالدم كأنه جالس في مجلس عشائري ضمن بضعة رجال وليس بلد كامل ليصرح ولي الدم بهكذا تصريحات غير مسؤولة والاخر يسخر من هموم الشعب وماساتهم بنعتهم "دايحين" وولادة الامبراطورية التي بنيت على حلم الطفولة وبرائتهم بتشريع قانون الاحوال الجعفري الذي  ينص على تزويج الاطفال وتحجيم المراة ,فالاوراق والكلمات لا تكفي لو اردنا كتابة تصريحاتهم ومواقفهم.
اما عن الرئيس الذي اختفى وراء الشمس ولا احد يعرف طريق له ؟
اي ادارة واي مسؤولية هذه التي تترك بلدا لاكثر من سنة دون رئيس ودون تواجده المهم والضروري خاصة ان العراق يمر باسوء حالاته,لكن يبدو ان العراقيين لديهم رئيس لكن من غير مسؤوليات!(رئاسة افتراضية).
ضمن هذه التوترات والعشوائيات  السياسية والامنية الا ان الازمة لا تقف هنا ..هناك مشاكل لا تعد ولا تحصى في المجتمع العراقي منها ما تتعلق بالطوائف والاديان والقوميات والعادات والتقاليد والكثير الكثير,فان غياب المؤسسات المدنية ونهوض الاحزاب الدينية جعل من الشارع العراقي منقسم وطائفي بين ابناء  الشعب العراقي وهذا يؤدي الى انشقاق بين صفوف الشعب ومشاكل طائفية تؤثر على وحدة المجتمع وتقدمه.
من يبحث عن التغيير والتطور والامن عليه ان يضع نفسه في موقع المسؤولية ويتخذ قرار مدروس وصحيح لديه فرصة في التغيير,الان وهذه الفترة التي يشهد العراق انتخابات برلمانية  الحساسة في حياة كل فرد عراقي ومرحلة مهمة جدا في تحديد من يستحق صوتنا ومن يصون انساننا ومن لا يفرق بيننا ومن لا يسرق قوتنا ومن يبني بلدنا ومن يحترم انتمائنا ..صوتنا يحدد مصيرنا ..اذ اردنا ان يتغير العراق علينا ان لا نخطئ باختيارنا.