إستبدال الطالح بالصالح

أذا ما تجولت ببصرك قليلاً في بغداد, سترى قصصاً حزينة تدمي القلوب قبل أن تدمي العيون,فهناك طفل يجلس على الرصيف, أغتالت أطماع قراصنة السلطة أحلامه في أن يجلس على مقاعد الدراسة, فهو مسؤول عن أعالة أسرة بأكملها, بعد أن تناثرت أشلاء والده بسيارة مفخخة, وعلى الطرف آلاخر, تجد عجوزاً بلغت من الكبر عتياً, تتوكأ على عصاها تطلب العون من آلاخرين, علها تحمل في أخر النهار مايمكن أن تسد به رمق ألايتام الذي أصبحوا جزءاً عبئاً أخر على كاهلها, فوق عبأ الشيخوخة والعمر. أنها شوارع العراق, البلد الغني بثرواته, المبتلى بوباء أسمه الساسة, الذين أثخنوا هذا البلد بالجراح, كما أثخن بنو أمية ,جسد الحسين (عليه السلام) بالجراح يوم عاشوراء, الطعنة فوق الطعنة, والضربة تلو الضربة, مجموعة من الذئاب, تكالبت على البلاد فأوصلته إلى الهاوية. أذا مابقي الوضع, على ماهو عليه, فلنتوقع ألاسوأ, ألا أن الخيارات المطروحة ووسائل التغيير, تبحث عمن ينهض بها, ويقتلع ألاشواك من جذورها, ليزرع ألارض بما يشاء من الخير, خطابُ لكل من يملك العقل, أزرعوا أرضكم خيراً, وأنقذوا البلاد من داءٍ يكاد يسري في جسده, وطببوا جراح العراق, فهو لازال يبحث عن الشفاء. عقول خاوية, تحكم بلد بطريقة تدعو للسخرية, بلد نفطي, أكثر من 50% من سكانه تحت خط الفقر,في حين وصلت نسبة البطالة, الى مايقارب اكثر من 65%, ناهيك عن أبناء شهداء ألارهاب وألارامل, ممن باتوا سمة بارزة, في شوارع العراق! بينما يلهوا أبناء المسؤولين بالطائرات تارة, وبسيارات الفيراري تارةً أخرى, والبسطاء يبحثون عن ما يسد رمقهم ورمق عوائلهم. صناع التغيير هم قطاع عريض من العراقيين, هذا القطاع متكون من النجباء الصالحين أباة الضيم, أبناء التياري الصدري, وأخوتهم حملة ألارث الجهادي الكبير, أصحاب مشروع بناء الدولة العادلة, أذا توحدت قوى هذا القطاع سيكون التغيير ممكناً بل ومؤكداً. أحزابٌ متهالكة أكل عليها البين وشرب, وعفا عليها الزمن, وقد سبق أن خاضوا تجربة السنوات العشر, ولم تتمخض عن سياستهم العقيمة ألا خيبة ألامل, فالسعي لتغيير المعادلة هو الحل ألامثل, وأستبدال الطالح بالصالح, هو الذي سيعيد ألامور إلى نصابها, فلا يمكن أن يبقى, طاقم الخراب بعد اليوم ليعيث في ألارض فساداً. العراق وبعد مضي سنوات عجاف, من الدكتاتورية دخل في نفق مظلمٍ جديد, بسبب التخبطات السياسية, وأهواء البعض من صناع القرار السياسي, ممن ابتلي بهم هذا البلد, فأصبحوا وبالاً, وداء وبلاء, يأمل الجميع أن يتعافى منه العراق قريباً, قبل أن يتحول البلد الى ضيعة يتوارثها أرباب الخراب.