متأسلمون متآمرون. أم خطط خبيثة؟

واجهت كل الرسائل السماوية مقاومة شديدة في بدء نزولها، من الذين لا يؤمنون بها، ومن المستفيدين من الوضع القائم، وأحيانا من الذين أتت الرسالة لأجلهم. جهلا وغباء. كانت تلك المواجهة أو المعارضة للدين تتخذ شكل القوة والحديد والنار والتعذيب، وغيرها من الأساليب القاسية، وكما حصل مع بدء الدعوة الإسلامية، ثم انتبهت تلك الجهات إلى أن تلك الطريقة كانت تزيد من يتبع الدين الجديد تمسكا بمبدئه. كان الإسلام سياسيا منذ بدء الدعوة، فقد استلم النبي الأكرم عليه واله أفضل الصلوات وأتم التسليم، قيادة المدينة المنورة، وأسس أول نظام حكم له دستور وقانون، ومنظومة متكاملة على بساطتها، تلاءم المجتمع واحتياجاته، وتحقق الإدارة العادلة للرعية. لم يكن هناك في العراق عمل سياسي حقيقي يتضمن عمل الأحزاب إلا فترة قليلة إبان العهد الملكي، إلا أن ذلك تغير بعد السقوط، وانفتح العمل السياسي على مصراعيه، ولان من كان في واجهة التصدي لنظام الطاغية وقاد المعارضة أحزاب إسلامية، فكان من الطبيعي أن تكون لها مقبولية لدى الجمهور العراقي، وتفوز في الانتخابات، وتتولى السلطة. حاول خصوم التيارات الإسلامية، من العلمانيين، والليبراليين والاشتراكين وغيرهم، مهاجمتها بكل شراسة، أعانهم على ذلك أخطاء فادحة ارتكبتها تلك التيارات عند توليها السلطة وطنيا أو محليا، إلا أن ذلك الهجوم بدء ينتقل من مهاجمة خصوم سياسيين، إلى مهاجمة الإسلام السياسي ككل. أخطر طريقة لمهاجمة الإسلام كدين، كانت بخلق تيارات إسلامية منحرفة متشددة، تنفر الناس من الدين، ثم اتبع الأسلوب نفسه في مهاجمة الإسلام السياسي، وخصوصا خلال فترات الانتخابات ومقدماتها، فبدأت بعض الأحزاب المناوئة للتيارات الإسلامية، تهاجم التيارات الإسلامية بهذا الأسلوب، من خلال دفع بعض رجالها التنفيذيين للتشدد في تطبيق الإسلام أكثر من الإسلاميين؟!. نقل إن مساعد رئيس جامعة في مدينة مقدسة، يقوم بنفسه فتح حقائب الطالبات بحثا عن علب الماكياج إن وجدت، أو يكلف الحراس على أبواب الجامعات بالتفتيش وبطريقة مهينة، ما نقل من إن المسؤول المذكور ليس متدينا، جعل تصرفه هذا غريبا جدا، ولا علاقة له بالدين وإلا فما هذه الحمية على الدين؟!. ما يفعله هؤلاء لا علاقة له بالتدين، ويجعلنا نسأل عن السبب الحقيقي لمثل هكذا تصرفات تنفر من الدين؟! وهل يمكن تفسيره إلا بإطار الإساءة إلى التيار الإسلامي، وتنفير الناس منه ودفعهم باتجاه العلمنة والا تدين. فقط لأغراض انتخابية؟!. خطط مكشوفة. إلا أنها خبيثة جدا وخطرة. لأنها ستمس الإسلام نفسه.