لن تفهم الأسماك نظرية الصيد العالمية

بدأ صيد الأسماك بالأعواد المدببة ..ثم تطور ليصبح بالشباك ..ومن ثم بالصنارة ..ومن ثم بالكهرباء ..ومن ثم بالزهر ..ومن ثم بالديناميت ..ومن ثم بالصواعق ..وسيظل الصياد يطور أدواته وخدعه لا لأن السمك أصبح ذكيا يفهم اللعبة ،إطلاقا وانما لأن الصياد يطور بحثا عن الأكثر ..عن الأريح .. عن الأجود ..و السمك باق على حاله ..على غبائه ..لينتهي به الأمر كما في كل مرة ومنذ فجر التأريخ مشويا على الحطب ..مقليا بالزيت ... مقطعا بالساطور ..متبلا بالبهار ..مزينا بالخضار .. أو ينتهي به المطاف بصحن فيلييه يأكله 85 ثريا يملكون معا ثروة تضاهي مايمتلكه نصف سكان الكرة الأرضية ( 85 مقابل 3 مليارات نسمة ) ولن يفهم السمك يوما ابعاد المؤامرة التي تستهدف حياته ولو فهم اللعبة فأن الصياد سيغير الطعم ..سيموه الشباك ..سيزيد من سمومه الكمية ..سيكهرب المية ...سيبعث الاف الديدان الى الساحل ليغري بها الاف الأسماك الضالة التي تبحث عن دودة صغيرة وحقيرة تأكلها على عجل برغم انها انتهت من غدائها للتو ..تتقاتل فيما بينها من اجل تلكم الديدان الطعم ولو ترفعت لخاب الصياد في مسعاه ..العجيب انه وكلما زاد الصياد الماهر من خبرته في الصيد كلما ازداد السمك غباء ..كذلك الشعوب العربية في تعاملها مع ..الأمبريالية ..مع الحكومات العربية ..مع القوات الأجنبية ... وستظل تأكل طعم الاستبداد من دون تطوير لأفكار التغيير ..لطروحات التجديد..لأساليب النهضة ..لمقومات المواجهة ..لآليات الوثبة ..لمتطلبات الانتفاضة ..وستبقى تتعامل مع الواقع المتغير بعقلية القرون الوسطى ظنا منها ان ذلكم الأمر هو حفاظ على التراث ، ومادرت ان حماية الأفكار تتطلب تغييرا في الأساليب والشعارات والتكتيكات والتكنيكات وبغير ذلك ستظل شعوب الضاد تأكل طعم الحكومات الظالمة ومن وراءها اجهزة المخابرات الدولية و .. الميه تكذب الغطاس وأتمنى ان تسأل الشعوب المقهورة نفسها يوما ،لماذا يعشق رؤساء العالم صيد الأسماك ؟ولماذا يتخيرون قصورهم قرب الأنهر أو البحار ؟. اودعناكم