يترافق مقدم فصل الصيف دائماً بمشكلة العراق الدائمة، و أعني بها معظلة الكهرباء حيث بدأ " الازدهار" الذي شعرنا به اواخر الشتاء بالتلاشي شيئاً فشيئاً. والغريب في هذه الايام و انا منشغل " للبنكه" بتحضير بدائل التهوية و التبريد ان اعلانات مرشحي البرلمان القادم يحملون من الـ" الشعارات" ما لا يناسب المرحلة الحالية، على سبيل المثال لا الحصر احدى القوائم التي رفعت شعار تغيير الدستور و كأن تعديل الدستور هو الشي الوحيد الذي ينقصنا...ولا ادري هل للدستور علاقة بتقديم الخدمات الاساسية للمواطن ؟ وهل ينص الدستور على ان الخدمات تقدم وفق نسبة " المكونات" في الدولة..؟؟ ان افترضنا جدلاً ان مواطناً عراقياً هاجر الى دولة اخرى و تم وصفه بـ " مهاجر" او " لاجيء" فهل ستقطع عنه تلك الدولة الكهرباء او الماء لكونه من بلد آخر وفق دستورها ؟...حقيقةً انه لأمر مضحك و قالوا قديماً " شر البلية ما يضحك".
مرشح آخر يصف صوتي بالـ " ثمين" ولم افهم لماذا اصبح ثميناً هذه الايام بالذات !!.. لطالما صرخنا مطالبين بتعديل رواتب الرئاسات الثلاث و البرلمان و لم تجدي اصواتنا نفعاً و الاغرب من هذا هو عدم فهمي كيف اصبح الصوت ثميناً و اخوتي يقتلون على يد الارهاب بمختلف اشكاله في بلد يشكو من ارتفاع نسب العاطلين عن العمل و المهجرين وكأن الصوت "اثمن" من معاناة ابناء الوطن، يكفي لأعرف قيمة صوتي ان ارى الازدحامات الطويلة في سيطرات العاصمة و اشكاليات الروتين عند مراجعتي لدوائر الدولة.
حقيقةً ان لصوت العراقي قيمة عليا ولكن ليس بالشكل الذي يريده المرشحون الافاضل.. صوت العراقي سيأتي بتغيير جذري لكل ما عهدناه سابقاً ولن تنطلي علينا اساليب التحشيد و مراوغات الطوائف و الفئات...من حقي ان احلم بتغيير حقيقي يوفر لي الخدمات بغض النظر عن نسبة المكون الذي انتمي اليه ... لازلت اتذكر اليوم الذي تعلمت فيه اوليات تركيب " المبردة".. كان هذا اليوم قبل 18 عاماً وكنت حينها طالباً في الاعدادية...الايام هي ذات الايام مليئة بالمشاكل و الصيف هو الصيف ذاته ولم تمنحنا السنين الطويلة التي مرت علينا الا " خبرة" في مجال تركيب الـ" واتر بم" و " الماطور".. الطريف في الامر ان الشخص الذي علمني كيفية تركيب المبردة هاجر العراق قبل 15 عاماً و اصبح مواطناً في بلد آخر ينعم بالخدمات بعيداً عن "سوالف الصيف" التي لا تنتهي و التي اتمنى من البرلمان القادم اعتبارها " خدمة جهادية " لكل المواطنين.