الولاية الثالثة... وقنبلة هيروشيما

ألقت الولايات المتحدة الامريكية, قنبلتين ذريتين على اليابان خلال الحرب العالمية, أحداهما سقطت, في مدينة هيروشيما, وألاخرى في مدينة ناكزاكي, كانت حصيلة الضحايا مايقارب 140 الف شخص, عدا ألاضرار التي لحقت باليابان أنذاك, وتلك كانت أول قنبلة ذرية تستخدم في العالم. الخراب الذي لحق بالعراق, بعد ولايتين لدولة القانون, جعل وضع البلاد لا يختلف كثيراً, عن حال أحد الدول المتضررة في الحرب العالمية, ألاقتصاد المتردي, الموت اليومي, الجوع, الفقر, البطالة, التسول, الترمل, أنعدام الخدمات, الصفقات المشبوهة, انعدام ألامن ودخول الجماعات المسلحة, وتسلط المفسدين, وأحتلال الرمم لمناصب وأماكن ليست من حقهم, وليسوا أهلاً لها, كل تلك الكوارث, جراء ولايتين فقط. رغم تلك المآسي والمعاناة, لا زال المالكي يحلم بولاية ثالثة, ويسعى للحصول عليها بكل ما أوتي من قوة, ويتخبط بين أفتعال ألازمات تارة, والوعود الزائفة والشعارات الرنانة تارة أخرى, وبين السعي لتجيير جهود الجيش العراقي, لصالحه, وكأنه الذائد عن الوطن ويقف خلف السواتر, ألا أن الفرق شاسع بين مواجهة الموت عند مداهمة معاقل ألإرهاب, وبين الحيرة في أتخاذ القرار عن وجهة السفر التي سيختارها السيد المالكي هو وأسرته لقضاء عطلة الصيف! بعيداً عن معاناة انقطاع التيار الكهربائي طبعاً,( حقة الجو حار). ربما لم يدرك دولة الرئيس بعد, إن بقائه لولاية ثالثة, سيجعل مصير العراق, مشابهاً لمصير اليابان بعد تعرضه للقصف بالقنبلة الذرية؟ ومن ألافضل أن يشير عليه أحدهم, بعدم ألاصرار على الولاية الثالثة تجنباً للأضرار التي ستلحق بالبلاد, جراء قيادته الحكيمة للعراق, وبصراحة الشعب العراقي ممتن له ولدولة القانون على كل المنجزات التي قدموها على مدى عشر سنوات, بدءاً من أنقطاع التيار الكهربائي ومروراً بغرق البلاد بأكملها, وبغداد على وجه الخصوص, بألاضافة لمفردات البطاقة التموينية التي تشبه اللغز, والبطالة, وألامن الحاضر الغائب, والقائمة تطول. نأمل أن لا يصل وضع العراق, ألى أسوأ من مرحلة الولايتين, فالشعب قد أكتفى وطفح به الكيل, وحقيقة يعجز لسانهم عن الشكر والتقدير, ونأمل أن يسمع رئيس الوزراء نصيحة السيد مقتدى الصدر, ويتنحى لفترة, من أجل أن يجعل, الشعب يشتاق لمنجزاته ليس أكثر من ذلك!