روحي .. ولا تكلها شبيچ؟

سألتني روحي البارحة: انت ليش خايف من الانتخابات؟ وهل سمعت يوما ان انسانا قبلك خاف من انتخابات؟ شو انت لا مرشح ولا عندك ما تخسره، فشنو سالفتك؟ يمعود ارحم حالك وخلها وين ما توصل توصل. انهض وداوني بالتي كانت هي الداء، فداويتها. ورغم ذلك لم تسكت وظلت تنق. شبيچ؟ أريدك ترتاح. شلون ارتاح وانتي تدرين؟ خله يولي؟ منو هوّه؟ ليش تسوي روحك ما تعرفه؟ قابل ماكو بالرشحوا والحكموا مثله وأتعس منه؟ ليش بس هوه حرامي ونصاب؟ لو كنت مكانك لتمنيت له الفوز؟ ليش عود؟ حتى تيأس وترتاح وتريحني. خوش فكره. يالله سافر لصاحبك ولا تنس أن تتزود بما يكفيك ويكفيه فالليل طويل.
وجدت صاحبي يضحك وبين يديه أوراق يقلبها. ناولني واحدة منها. يمعود انا جيتك شارد من الهم وتنطيني دعاية انتخابية؟ بروح ابوك شوفها: مرشح كبير السن يحمل ورقة كتب عليها مؤهلاته العلمية والأكاديمية الكبيرة، بكالوريوس هندسة من جامعة برمنغهام ببريطانيا، بكالوريوس قانون من جامعة المستنصرية، دكتوراه في اقتصاديات النفط من جامعة كولورادو بامريكا، يمشي بالشوارع على قدميه يأمل ان تقرأ الناس ما بين يديه وتنتخبه لانه لا يملك أموال للدعاية. وهل سينتخبه الناس؟ طبعا لا. لعد بشرفك هاي تضحك لو تبچّي؟ انه شر البلية يا صديقي. بس انا جيتك يا عبد المعين تعيني مو تچملني قهر!
سألني: انت ليش ضايج؟ وشنو البلعراق ما يضوج بس كلي؟ عندي لك مفاجأة تنسيك الضوجة. هاتها. حصلتلك النسخة الاصلية من ديون الحاج زاير اللي ما محذوف منها الفشار والشتايم. حلو. فتح الديوان وعاد ليضحك. خير؟ فكرت ان استفتح بديوان الحاج زاير عن "طركاعة" الانتخابات. صح هي هم "طركاعة" بس شطلعلك؟
غنّى:
دار الملوك اظلمت عكب الضيا بسروج
وهناك دمعي يكت اعله الوجن بس روج
والخيل لمّن تردّت واظلعت بسروج
والكدش اصبح لها عزمٍ شديد وباس
والزين دنك على چف الزنيم وباس
والشهم لو عاشر الأنذال ما هو باس
من جلة الخيل شدّوا عالچلاب اسروج
وعندما صرخ: يا بويه يا بويه ولك بويه .. يعبر على الطيب ونيني، غنيّت بعده:
ياما رمينـه ولا نخطـي برمينه نجس
كلمن نعرفه بطباعه ولعد نبضه نجس
شو بطل الثرثرة رايد نجيكم نجس
وين العيون الكلتلي اتفرجن والزمن؟
وچفوفك شحصلن من الزمط والزمن؟
نعرض الثوبين عالوادم ولك والزمن
ثوبي نظيف بحياتي وانت ثوبك نجس
هم نكدته؟ نعم، مو بيدي يا صاحبي. قالت لي الروح: احسنت. اجبتها: انه للشاعر عبد الحسين أبو شبع.