كرسي السلطة والمادة اللاصقة |
مواد أولية ممتازة الصنع لا مثيل لها في صناعة كرسي الحاكم والالتصاق به، صنّع لاصق الكرسي لئلا يفك الالتصاق إلا مع آخر نفس للملصوق به، وكان التحدي الأكبر لهذا اللاصق عندما تكون رجل الملصوق الأولى في الدنيا، والرجل الثانية في القبر! ومع ذلك فقد أثبت اللاصق جدارته دون منازع حتى آمن من في الأرض جميعاً بقوة اللاصق، فهتفوا للاصق والملصوق معاً. وبقي الهتاف للملصوق ما بقي اللاصق فعّالا. حتى ذلك اليوم الذي اكتشف فيه الهتافين أن الملصوق بدأ بالتخلخل وأن اللاصق بدأ يفك عن الملصوق. فبرز السؤال المهم: لماذا وكيف فك اللاصق؟ وهو ذو الجودة العالية عن الكراسي الرئاسية؟!!. الاحتمالات المتوقعة أن هناك تغييراً في بنية هذه اللواصق؛ حتى فقدت فاعليتها، فلو أمكننا الوصول إليها حيث يصعب الوصول، وافترضنا أننا حاولنا اختبار اللاصق بإصبعنا سنجد أن إصبعنا لن يلصق بالكرسي، مع اعترافنا أن أصابعنا تختلف بالتركيبة الفسيولوجية والسيكولوجية عن مؤخرة الملصوق!!؛ حيث إن سنين من التعايش بين اللاصق والملصوق به يؤدي إلى رفض أي منهم للجسم الغريب القادم ولو كان طرف (أصبع بنفسجي). بقي استيراده من أحسن وأجود الأصناف، مقابل أغلى الأسعار؛ حتى زاد طمع أصحاب النفوذ، فلم يكفيهم استغلال أموال الشع في تدعيم بقائهم. بل أرادوا اقتطاع الجزء الأكبر منها لملء كروشهم التي انتفخت طمعاً استعداداً لحشوها سرقة، فشرعوا بعملية الغش والشفط، فتلازمتا حتى نمت الكروش وكبرت في مساحتها وجودتها. فيما تضاءلت طرداً جودة اللاصق بفعل الفشل الذي لاحق من جل على الكرسي اليوم. انتهجوا الأسلوب نفسه مع نوعية الخشب الذي صنع منه الكرسي، فقد كان يتعرض للتجديد المستمر خوفاً عليه من الاهتراء والتكسر، بخطابات وتصريحات وعناد أثر بشكل عكسي على جودة الكرسي. والعجيب أن بعض الفضائيات مازالت يطبل وتزمر مدحاً وتضليلاَ وترويجياً لمنجزات وهمية، خاصة تلك المتعلقة بقواعد الكرسي التي استبدل المستورد فيها بالمحلي؛ أملاً في ترسيخها في تراب الوطن، ومن للوطن إلا أبنائه! |