جائزة نوبل في الأختلاس والأرهاب من أِستحقاق العراق |
مهما فتح العراقيون أعينهم على منهجية الفكر الدستوري المطبق في العراق وسبل مراقبة الأنتخابات، فأنهم يرون عملية أعادة وتكرار للأختلاسات المالية وجعل العراق المحطة الرئيسية للأرهاب، يستحق من أجلها جائزة نوبل. هما عملة واحدةالفكر الأرهابي ولأختلاسات المالية أن ا، ينبغي الأدراكولتشغيل الذهن قليلاً بوجهين ولايستطيع أحد (من أي فريق عراقي سياسي )الفصل بينهما. فهل هناك أمل جديد لوضع حد للأختلاس والأرهاب بعد الأنتخابات؟ الجواب البسيط لا. وذلك ماأكدته الأحداث ومراقبة الحقائق اليومية. فالعراقيون يهمهم في الأنتخابات التركيز على الأسماء والصفة القومية والمذهبية والعشائرية قبل كل شيئ (شيعي، سني، كردي). شيئ مؤسف وضياع تام للأمل والحلم بعراق يحاسب فيه الجميع سواسية ليطال المجرم والجريمة. في حقل الأختلاسات نال العراق جائزة أعظم دولة دستورية نيابية في الفساد المالي والسرقات منذ عام 2003، وادعاء الفرقاء في السلطة بفقدان بلايين الدولارات من خزينة العراق ( بين 17 الى 53 بليون دولار أمريكي )وهي تتناقل بينهم بطرق مافيا المال والجريمة المنظمة. وألأستحقاق الجديد الذي أكتب عنه هنا يبرز في ميدان أنتشار رقعة حقل الفكر الأرهابي وجرائم الأرهاب بتألف واضح للقاعدة مع عراقيين في السلطة الحالية ( تفجيرات، مفخخات،عبوات نسف، أجهزة توقيت ألكترونية، نقل سلاح ثقيل وعتاد عبر نقاط التفتيش)، وتُسجل عمليات الأرهاب منذ سنوات ضد مجهول،ولايريد بعض المسؤولين ربط خيوطها للوصول الى العقل المدبر. الأشهر الأولى من هذه السنة، أنضمت أعداد جديدة من المقاتلين دخلوا العراق من الأراضي السورية والأردنية وتم الترحيب بهم وتدريبهم وتزويدهم بما هو مطلوب القيام به، وتم القبض على بعضهم من مخابرات قيادة عمليات البادية والجزيرة في محافظة الأنبار، كما أزدادت على ضوئه فعالية "عراقيو القاعدة وداعش" بمساندة معلنة وخفية مبطنة من بعض السياسيين والأهالي وقادة عشائر وضباط في الجيش والشرطة وتُسجل فيها الهجمات ألارهابية على مفارز الجيش والشرطة ومقراتها ونقاط سيطرتها " ضد مجهولي الهوية" حسب الطلب. قادة مجلس العراق النيابي والحكومة العراقية لم يبدؤا بداية حقيقية لإعادة تصحيح المسار حسب النظم الدستورية الممنوحة والألتزام بها لأنشغالهم في التصفيات الجسدية التي قامت بها مليشياتهم وحماياتهم، وما تبعها من خلافات توزيع الثروات النفطية ورواتب وأمتيازات أعضاء مجلس النواب والتغطية على الأختلاسات التي فاقت فنون المافيا في فن الخداع والتدليس والكذب اليومي أمام عدسات التلفزيون وتعطش البعض منهم للكلام المنمق وتقديم اللاحلول الخطابية وبيان قدسية عملهم وأخلاقهم وشهامتهم والهالة الربانية التي منحها الله لهم أو منحوها لأنفسهم الناتجة عن تربية بيتية ومدرسية ومجتمعية أوصلونا بها بمصطلحاتهم العلمانية والدينية الى جائزة نوبل لأعظم دولة في الفساد " الأستحقاق الأول " ويتنافسون حالياً على جائزة نوبل للأرهاب - الاستحقاق الثاني -. وما على أهل العراق أِلا الأنتظار والتعايش مع الحالة الى عشرات السنين القادمة، وصدقوني بأننا نستحق الجائزتين " الأختلاس والأرهاب" بأمتياز وتفوق عند أجراء مقارنة بحثية بسيطة تمتد الى الخلف قليلاً حيث لاتجد العقل الزمني المخطط لقطع التعايش مع هاتين الحالتين بفترة زمنية لاتتجاوز الشهر. في ملخص كتاباتي السابقة، حاولت أيصال رسالة منصفة مفادها أن العراق لاينهض بوجود هؤلاء القتله الفاسدين وحددت روؤسهم ومن معهم من شلة الفساد والقاعدة وداعش وترك هذه الشلة تعبث وتهرب من العداله دون محاسبة وتستمر أعمالهم الشريرة على الناس الابرياء والغدر بهم. الحل لمشكلة الأختلاس والأرهاب ليست مقالات تكتب ومن يكتبها للتنفيس عن اللوعة أو ألابداع اللغوي الصحفي، ولا راحة النفس بالسب والشتم والأشارة الى المتهم في فضائيات لاتمتلك قوة القضاء والتحقيق. الحل يتعدى ماأضيفه هنا. فالحل الوحيد هو أعطاء مجرى العدالة نصيبها بالتحقيق الاختصاصي العراقي والدولي والملاحقة القانونية للأسماك الكبيرة وربط الخيوط المبتورة كما هو متبع في كل دولة متحضرة. قيادة عمليات البادية والجزيرة في محافظة الأنبار تشهد منذ سنوات موجة من أعمال العنف تُدرج وتصنف ضمن العمليات "الإرهابية والجنائية " التي سببت لأهلنا القتل واللوعة والمرارة والتهجير، وداعش مسيطرة على مدينة الفلوجة واهاليها مغلوب على امرهم بسبب الشغب والتحريض الذي أفتعله لهم من في السلطة السياسية وهو يجلس على كرسي مطرز بالذهب في المنطقة الخضراء أو مع تجار تجنيد العقل الأرهابي المتخفين تحت الراية الأسلامية في السعودية وقطر والأردن وسوريا. نموذج الأخبار الأرهابية ليوم واحد 22 نيسان 2014 وتسجل ضد مجهول مثلاً: - نيران ملتهبة تشتعل في نهر دجلة نتيجة تفجير مهربين أحد الأنابيب الناقلة للنفط. - قُتل 25 شخصا على الأقل وأصيب نحو 25 آخرين في سلسلة من أعمال العنف شهدتها بغداد وكركوك والفلوجة. - ثلاثة عبوات ناسفة كانت موضوعة داخل قاعة رياضية في قضاء الخالدية (17 كم شرقي الرمادي)، انفجرت، ظهر اليوم، بالتزامن، لدى دخول مدير مركز شرطة القضاء الرائد محمد مرعي الى القاعة، وأسفرت عن إصابته مع اثنين من مرافقيه ومدنيين اثنين بجروح. في وقت تُحسّن الأمم وسائل دفاعها بالفكر وتستخدم أسلحتها الفتاكة في ملاحقة الأرهاب ومطاردته عبر القارات بطائرات البريدتر دون طيار، يبقى الفكر العراقي للحرب على الأرهاب متلكئاً فقيراً أو في حالته الحالية متواطئاً مع الأرهاب والأرهابيين. أنظمة سياسية متأمرة فقيرة الفكر والعقيدة ولاتمتلك الشجاعة والولاء للشرف الوطني وهي ترى شعبها يئن تحت وطأة الظلم، ولاتحترم رغبته في الحرية والكرامة وألأستقلال الحقيقي وقطع دابر الأختلاس والأرهاب.
|