إعادة الإعتبار أو بداية الطريق الجديد |
على رغم من عدد كبير من الأخبار حول التطورات في القرم يعتبر الوضع في شبه الجزيرة مستقراً. أصبح القرم منطقة إدارية جديدة ضمن روسيا الإتحادية بعد تحقيق الإستفتاء العام حول تقرير مصير القرم الذي تم عقده في تأريخ 16 مارس عام 2014. ليس من شك في أن توجد القوى التي تعارض هذه الأوضاع. و تبذل السلطات الأوكرانية الجديدة الجهود العديدة من أجل إستفزاز الوضع في منطقة القرم عن طريق مسألة تتار القرم. أعلنت الإدارة الروسية عن التنازلات و المزايا لشعب تتار القرم في الوقت ما قبل الإستفتاء و بدأ تحقيقها من تقديم الوضع الرسمي للغة التتارالقرمية في الجمهورية. وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً تأريخياً حول اعادة الاعتبار لشعب تتار القرم وغيره من الشعوب التي رحلت من شبه الجزيرة في عهد ستالين في عام 1944. بذلك تحقق الحكومة الروسية وعودها أمام تتار القرم. إضافة إلى ذلك أمر فلاديمير بوتين لإدارة جمهورية القرم تنظيم الإجراءات القانونية لتسجيل حقوق الملكية العقارية لدى سكان القرم بالصورة المبسطة. جدير بالذكر أن تعتبر هذه الخطوات إجراءات لم يعرفها شعب تتار القرم سابقاً و خاصة خلال 23 سنة أخيرة عندما لم تقدم الحكومة الأوكرانية أية تنازلات لتتار القرم. و ترغب السلطات الأوكرانية الجديدة التي لم تعترف بنتائج الإستفتاء في جمهورية القرم تغيير الوضع و لكن كيف ممكن ذلك؟! الأمر في الشيء التالي: تتلاعب الحكومة الأوكرانية منذ الوقت الطويل حتى الآن مع تتار القرم و من أجل تأثير عليهم قدمت الحكومة الأوكرانية مقعداً واحداً في البرلمان الأوكراني لسيد مصطفى جميل الرائيس السابق لمجلس تتار القرم. أثرت السلطات الأوكرانية على تتار القرم عن طريق تصريحات مصطفى جميل الذي شكل أخلاق تتار القرم و وجههم في الإتجاه المعين. و قالت السلطات الأوكرانية لتتار القرم عبر مصطفى جميل كيف تصويت في الإنتخابات و عينت مرشح يجب دعمه. صدق تتار القرم لزعيمهم مصطفى جميل و نفذوا الأمور و الطلبات من إدارة مدينة كييف. لكن خداع الشعب كله هو أمر مستحيل! لذلك ظهرت المؤسسة السياسية الإجتماعية تتار القرمية الأخرى /ملي فركى/ (الحزب الوطني) التي أصبحت مشهورة و الآن لها نفوذ كبير بين تتار القرم. تعرض التطورات التي تحدث في جمهورية القرم الوضع الحقيقي. يجب الإشارة إلى أن يشارك في الوقت الآن تتار القرم مع الروس و الأوكرانيين في بناء المجتمع الجديد في جمهورية القرم بصورة ناشطة. صرح رئيس المنظمة السياسية الإجتماعية /جيل القرم/ روسلان بالبيك في تأريخ 23 أبريل عام 2014 في مقابلته للقناة الروسية /ن ت ف/ أن حوالى 20 ألفاً من تتار القرم قد حصلوا على الجوازات الروسية. يقول ذلك عن نية تتار القرم لحصول على الجنسية الروسية و يدرك تتار القرم نفسهم كجزء المجتمع الروسي. أما سيد مصطفى جميل فإنتهى عهده كما يبدو. تم في تأريخ 22 أبريل هذا العام مظاهرة تتار القرم في مدينة سيمفيروبول حيث تتار القرم دعوا مصطفى جميل عدم إستفزاز السلام بين شعوب منطقة القرم و رحيل من هناك إلى الكفلاء. تعتبر هذه المظاهرة مثالاً جيداً لإرادة تتار القرم الذين يملون عيشة تحت الضغط من الحكومة الأوكرانية و يريدون الإستقرار و عيشة في المجتمع حيث يوجد الأحترام لثقافتهم و عاداتهم. إعادة الإعتبار لشعب تتار القرم هي مثال الإحترام التي تعبر عنه الحكومة الروسية تجاه تتار القرم من أجل إقامة القاعدة الثابتة لبناء الحياة الجديدة. تتار القرم هم جزء مجتمع المسلمين الروس و لهم الآفاق الواسعة و تتار القرم في الطريق الجيد و الصحيح. |