العراق.. من حسين كامل إلى أبو رحاب

تتوالى عقود الظلام, على العراق وأهله من دكتاتور فاشل, إلى من هو أكثر فشلاً و تسلطاً وطغيانا من سابقه, منذ أكثر من 35 عاماً والشعب ينتظر الخلاص, ليخلف من سقط صنمه, دكتاتور أخر هو وطغمته التي عاثت بالبلاد فساداً, وكأن احدهم يكمل مسيرة آلاخر, ويلحق بهذا الشعب المظلوم, المآسي والويلات.
طاغية يخلف طاغية, وطامع يسلمها لطامعٍ آخر, وما يجمع هؤلاء صفة أخرى غير الطغيان وألافلاس السياسي, ذلك هو أسلوب الطغاة, وأدارة البلاد وفق نظام شجرة العائلة ,التي يشترك كل أفرادها في حكم الدولة, وتتفرع الفروع إلى أخرى وأخرى, وهكذا حتى تصبح شجرة شيطانية أصلها في الجحيم, وفروعها في أروقة الظلم والظلال.

الوصول إلى سدة الحكم, تكليف وليس تشريف, لمن يفهم معنى خدمة الناس والحرص على حقوق المستضعفين, ألا من يرى أن الدولة أرث فأنه لن يترك طريقاً يؤمن له الربح ألا وقد سلكه, ولن يترك شيئاً خارج لعبة الرهان فهو يراهن حتى على دماء الناس .
مكن الطاغية في فترة حكمه أصهاره, مثل حسين كامل, وأقاربه وأخوته, وعاثوا في العراق فساداً, وها هو التاريخ يعيد نفسه, فعلى مايبدو أن من خلفه, أطلق العنان لأقاربه وأصهاره, في حكم البلاد والتحكم بمصير العباد. 

حسين كامل وتصرفاته الغبية, وطغيانه وظلمه للعباد, ترك خليفة له , بكل تصرفاته الحمقاء, أبو رحاب يد الخير! لا نعلم أي خير هذا الذي جاءنا منه ومن عمه, وشوارع العراق يملؤها الدم, والخراب يعم في أرجاء البلاد, والفقراء يتسولون في أرجاء بغداد, وفي شوارع العراق.
حكومة العائلة المالكية, وكل ما حملته من خراب, للعراق وكأنهم غربان تنعق فوق ركام الرماد, وأثار الدمار, لم يقدموا للبلاد سوى الفساد والرشوة, والصراعات وألازمات, وجوه قبيحة يملؤها الطمع, لم يختلفوا عن سابقيهم كثيراً, من طغمة الدكتاتور الذي تحطم صنمه, وتهاوت أركان حكمه ورحل إلى العالم آلاخر تصحبه اللعنات.

مصير الطغاة, مزابل التاريخ, والعراق لن يكون ملكاً لعائلة هذا أو ذاك, والتاريخ خير شاهد وخير دليل, كل من أراد أن يستعبد الشعب العراقي, سحقته أقدام أبناء الرافدين, ولم يبقى له سوى تاريخٍ أسود, ولعنات تتردد كلما ذُكر أسمه, لذا فليتعظ أبو رحاب وأمثاله, من مصير حسين كامل, وكل طاغية أراد أن يتاجر بالعراق وأهله.