مشعان الجبوري وبيان داعش الاخير.. المفوضية مطالبة باستبعاد مشعان الداعشي هذه المرة

لم ينجح المالكي طوال السنوات الثمان الماضية في شيء قدر نجاحه في شراء ذمم الشخصيات وإخضاع المؤسسات الديمقراطية في الدولة لسلطته وتحويل القيمين عليها لبيادق شطرنج يحركهم متى ما شاء وكيفما شاء , فليس من قبيل الصدفة ان تصب قرارات مفوضية الانتخابات كلها في صالح المالكي وأتباعه قبيل اقتراب موعد الانتخابات . وليس من قبيل الصدفة ايضا ان يكون كل من استبعد عن الانتخابات من الذين قاوموا سياسات الترغيب والترهيب الذي فشل المالكي في ممارستها عليهم بينما يتمتع المطبلين له ومريدوه بالحماية القانونية والاستمرار في السباق الانتخابي رغم الخروقات الكثيرة التي ارتكبوها .

فالمفوضية تتغابى في التمييز بين موقف نائبة برلمانية تجاه اخرى زميلة لها .. وبين موقف مهرج سياسة تجاه شعب كامل , وإذا كانت تصريحات مها الدوري ضد حنان الفتلاوي تتعارض مع توصيات المفوضية وقوانينها في الامتناع عن استخدام اسلوب القدح بين المرشحين  فان موقف مشعان الجبوري يعتبر اتهاما وقدحا لمكون عراقي كامل , وان كانت مها الدوري وهي برلمانية تستحق الاستبعاد لتصريحاتها ضد زميلة لها فكيف بمهرج سياسة لا يمتلك اية حصانة ان يتهم شعبا كاملا كالشعب الكردي ويصفه بالمحتل ويعاد بعد ذلك لسباق الانتخابات؟

 وماهو موقف المفوضية من التقارير التي تؤكد ان تنظيم داعش تنسق مع مشعان الجبوري وتهدد الناس بضرورة التصويت له وتبني اجنداتها في الحكومة العراقية القادمة ؟

ان الدور الذي يلعبه مشعان الداعشي هذا يفرض على المفوضية موقفا واضحا وصريحا تجاهه يثبت عدم تبعيتها لأجندات سياسية وذلك استنادا على النقاط التالية : - 

  • تجريد مكون عراقي كامل من عراقيته بوصفه اياهم ب(الاحتلال ) الذي لا يطلق على ابناء بلد واحد ويعتبر اهانة وقدح ضد الكورد لا يمكن القبول به .
  • تطبيق سياسات وأجندات خارجية وداخلية بتهديداته العلنية في اثارة اقتتال دموي مستقبلا في العراق
  • الدفع  باتجاه حرب بين مكونين عراقيين رئيسيين .
  • افشاء الكراهية والحساسيات بين ابناء الوطن الواحد .
  • استغلال العواطف السلبية عند شرائح عراقية معينة للوصول الى برلمان العراق بإفشاء روح الكراهية بين ابناء الوطن الواحد
  • اعطاء اشارات لجهات خارجية باستعداد مشعان لتمثيل دور يوازي اجنداتهم الخاصة في العراق .
  • اهانة الحكومة العراقية في عدم قدرتها  لحسم المشاكل مع الاقليم بالطرق السلمية .
  • الاستهانة بالعملية السياسية الموجودة منذ احد عشر سنة بقصورها على حل الاشكالات الموجودة .
  • الاشارة ضمنيا الى نيته تغير مسار العملية السياسية التي اعتمدت على المفاوضات لحل المشاكل المستعصية بين الفرقاء الى الالتجاء للقوة والتقاتل وسفك الدماء .
  • التنسيق مع منظمة ارهابية محضورة دوليا لتمثيلها في البرلمان القادم , وهذا ما توضح في المنشورات التي وزعتها داعش في اغلب محافظات وسط وشمال العراق .
  • خرق  حق الناخب في اختيار المرشح بحرية مطلقة بعد تهديدات داعش مما يستدعي ليس الاستبعاد فحسب بل  احالته الى القضاء بتهمة الارهاب .

الملاحظ في  بيان داعش المتضامن مع مشعان هذه المرة هو استخدامها للغة توصلها للهدف المنشود في ترهيب الناس لانتخاب مشعان الجبوري  وفي نفس الوقت ابعاد التهمة عنه في نفس الوقت باستخدام لغة فوقية في وصف مشعان مما قد يشكل تصور عند البعض ان وراء البيان هذا جهات اخرى تناوئ مشعان لتوريطه , وهذه لغة معروفة لا تنطلي على ذوي الاختصاص ويمكن تسميتها ب (القفز على الهدف اللا مباشر وليس المباشر) وهي بذلك تجعل الجماهير تنتخب مشعان وتبرئه من اي مسائلة قانونية , بيد ان علاقات مشعان الداعشي قديمة وراسخة مع هذه المنظمات الارهابية سواء عندما كان في العراق او حتى عندما غادر الى سوريا  وكل العراقيين يتذكرون حديثه عن القاعدة ووصفه اياها ب( الاخوة في القاعدة )  . 

وهكذا فان المفوضية مطالبة اليوم بالتحقيق في هذه الخروقات بشكل جاد واستبعاد مشعان الجبوري من الانتخابات حرصا على الامن الوطني العراقي ودرءا للمخاطر التي قد تعترض طريق العملية السياسية في السنوات الاربعة القادمة في ابعاد شبح القتل التي يهدد به  المجتمع العراقي وإلا فان المفوضية وحدها تتحمل مسئولية الدماء التي سوف تسال جراء مراهقات مشعان الداعشي السياسية .

 

                                     انس محمود الشيخ مظهر

                                    كردستان العراقدهوك

                                   25- 4- 2014