بدأ العد التنازلي على اجراء الانتخابات البرلمانية في العراق، واشتدت معه عواصف التسقيط و التخوين و تعليق يافطات الفشل على شماعة الشراكة المنقوصة ، وهي قضية باتت عراقية بامتياز فالاعتراف بالخطا ممنوع لكن الايغال في الفشل امتياز شخصي. العراقيون مقبلون على " مجزرة" انتخابية فكل فريق تمترس وراء شعارات كبيرة تفوح من غالبيتها روائح الفتنة و التفرقة و المزاج المذهبي، و كانه لا يوجد رقيب يحدد شكل أو مضمون الدعايات الانتخابية، اضافة الى فكرة تشويش مبتكرة في وضع صورة رئيس الكتلة الى جانب المرشح، لتتحول عبودية الأشخاص الى بدعة سياسية جدية في العراق، لا تقل في سوداويتها من لجوء بعض المرشحين الى دكاكين العرافين و المنجمين و السحرة. ورغم ان هذا الأسلوب متعارف عليه حتى في بلدان العالم المتطور، حيث سبق لعرافة الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران ان منعته من وساطة في العراق لانهاء حرب الخليج الثانية عام 1990، فان الأوضاع في العراق اخذت شكلا أخر، حيث الأستئناس برأي السحرة يتم تداوله بين المواطنين، في وقت يتسلل السياسي الغربي تحت جنح الظلام الى ما يسمونه مستشاري" فلكي " لقراءة طالعه، فحتى في اسلوب التعاطي مع نفس المصدر هناك ثقافة مختلفة. لا ندري ماذا ينتظر المواطن من مرشح يستخدم كل الوسائل من أجل الفوز بالمنصب ، وكيف سيثق بوعوده وهو يستلهم المعرفة من المنجمين و السحرة، و أي مستوى مهني سيتعامل به مع التحديات الكثيرة، التي انهكت العراق و شعبه، ثم لماذا نرتضي بهذه المصيبة، و نسلم أمرنا الى مزايدين يعتبرون الكفاءة مزحة و يتفننون في تنويع مصادر و عناوين الفشل!! العراقيون يستحقون ممثلين عنهم بمواصفات مختلفة ، سياسيون صادقون و أيديهم لم يلوثها السحت ، لا يتنفسون الطائفية و يرفضون عبودية الأشخاص و استباحة دم المواطنين بعقلية التسلط الهمجي، سياسيون يؤمنون بالعدالة و يعرفون مضامين الديمقراطية على أصولها ولو بشكل نسبي، لا يلبسون عباءة الدين و بنطال المدنية في وقت واحد، العراقيون يحتاجون مجلس نواب مهني، وحكومة عاقلة، لا فوضى اللحن قولا و فعلا. اذا انجب رحم الانتخابات المقبله نفس الوجوه فلا مرحبا بهم، واذا استوعب المواطن الدرس و استعد للامتحان برغبة التغيير فانه سيقدم خدمة للاجيال المقبلة، فبقاء الحال يعني خراب الوطن و التأسيس لعهد جديد يعني انقاذ الوطن من الضياع، و نحن هنا نحذر الناخب من بحور دم اذا خرجت صناديق الاقتراع بعناوين فتنة جديدة، فهناك من يريد اشباع نزواته الانتقامية و آخرون يزحفون على البطون لتجذير الطائفية في العقول و الشوارع لانهم يكرهون العراق الواحد المستقر، يخافون حبل مشنقة جديد لذلك يستعيضون عنها بذبح العراقيين بدم جامد، انها مصيبة الجاهل اذا حكم و الفاسد اذا أؤتمن، أصواتكم حبل الحفاظ على العراق فصوتوا للعراقي يا ابناء شعبنا العزيز و المظلوم بغباء أكثر سياسييه. |