الغبي والنفعي والحرامي
كما أن الصفة تدل على الموصوف، والفعل يدل على الفاعل، فالولاء يدل على الموالي، لذا قالوا (المرء على دين خليلة)، وهذا القياس يحل الكثير من الإشكالات التي نقلها التاريخ، من ترك علي بن أبي طالب ليوالي ويبايع الأول، ليوصي للثاني، ويشكل فريق ليختار الثالث، لم يوالي يوما أو يعرف على نهج وعلى وبالتالي لم يعرف الرسول الكريم، والنتيجة لم يعرف الذات الإلهية مطلقا، وارتداء رداء الإسلام كان لهدف آخر، ومن تبعه ووالاه أما غبي أو منتفع أو حرامي. في مرحلة تولي البعث ألصدامي لأمور البلاد، والدمار الذي ناله الوطن والمواطن على أيديهم، كان البعض يدافع عن البعث وحكمه، ويحاول بشتى الطرق نفي كل حقائق الفساد والإجرام، التي تحصل على مرأى ومسمع الناس. كم تحاول إقناعه لكنه يصر على أن إيران، هي من اعتدت على العراق، ويقسم أغلظ الإيمان على أن الهدام وحزبه يدافع عن الوطن في غزوه للكويت، وان معارضيه ومنتقديه هم عملاء وجواسيس ينفذون أجنده معادية للوطن والمواطن، أو طامعين في السلطة، لا يبقى أمامك إلا أن تركن لقول أمير المؤمنين (ما جادلني عاقل إلا غلبته وما جادلني جاهل إلا غلبني)، وتحمد الباري وتثني عليه، الذي منحك العقل لتفكر به، ومنحك الإذن لتسمع ولا تفكر بها، والعين لترى بها الأشياء وتحكم عليها، فـ (بين الحق والباطل أربع أصابع). حال هذا النوع من البشر ممن ينتمون ويدافعون عن البعث واحد من الأصناف الثلاثة (غبي أو منتفع أو حرامي)، وعندما نتابع هذه التصنيفات نجدها ماثلة في هؤلاء. حيث يروي أحد الإخوة أن بعثيا في منطقته، كان لديه ولد هرب من الخدمة العسكرية، وقام رفاقه باعتقاله، وعندما زاره للسجن، وشاهد حالته المزرية، عاد يروي لهذا الصديق حال ولده، ويسأل ويجيب نفسه (أكيد السيد الرئيس ما يعرف بحال الناس هذا...!)، وبعد فترة انتحر هذا الرفيق لصدمته، عندما اكتشف حقيقة البعث. إلى هذه الدرجة وصل الغباء بالرفاق، حيث يحاول أن يبرئ رأس الجريمة من جرائمه، هذا مثال واضح على غباء هؤلاء. وهناك أمثلة لا تعد ولا تحصى، على مؤيدي البعث ألصدامي من اللصوص، أما النفعية والانتهازية، فقد اتضحت بشكل جلي بعد سقوط النظام، حيث تقرب هؤلاء إلى المحتل، وعمل الكثير منهم معه، وحصلوا على استثناءات لاستلام مواقع مهمة في الدولة. وبعد انسحاب المحتل، وتشكيل الحكومة الدائمة، كرر الحاكم اللعبة، وقام باستثناء الآلاف منهم، وتوليتهم مفاصل مهمة في الدولة، وخاصة في الملف الأمني، ليصل الأمر إلى إعادة فدائيو صدام، إلى دوائر وزارات الدفاع والداخلية، هذا يبرر الخروقات الأمنية، والفساد الإداري والمالي الذي يقوم به هؤلاء، وهذا جزء من تركيبتهم. لكن الغريب إصرار الحاكم على مضاعفة أعداد من يعاد منهم، بالمقابل تصفية المجاهدين والمخلصين أو وضعهم على الهامش في دوائر الدولة، والأغرب الحاكم يعرف ويردد، بأن البعث والإرهاب هم سبب العمليات الإرهابية وتعطيل البناء. الاستغفال بهذه الطريقة لا يمكن أن ينطلي على ذا لب، ويؤكد أن المطبلين خلف الحاكم اليوم، يخضعون لنفس التصنيف اعلاه، غبي ومنتفع وحرامي...