اذا اتتك واحدة فانتظر اخواتها |
توصف المجتمعات المتحضرة بأن أفرادها يربطون القول بالعمل بحيث يقوم الفرد بعمل ما يقول أو لا يقول ما ينوي عدم عمله، وتجد اول من يطبق هذه السلوكيات هم المتصدون لقيادة المجتمع ، فتجد المجتمع يكاد يخلو ممن يدعون صفة ما لا يمارسون أبسط أبجدياتها على أرض الواقع حتى لا يكونوا في نظر الآخرين منافقين يقولون مالا يفعلون، وبالتالي لا يوصم مجتمعهم بأكمله بالنفاق والكذب ، وهما صفتان لا تمتان للمجتمعات المتحضرة بشيء.
وتعد التجربة الانتخابية هي مفتاح بناء المجتمع المتحضر الديمقراطي الذي يعني (حكم الشعب للشعب ) فالديمقراطية تعني محاربة العادات والتقاليد الضارة في بناء المجتمع المتحضر ومنها الكذب في الحملات الانتخابية او محاولة استغفال او استمال المواطنين من اجل مصالح شخصية ، فنجد شعارات لا تنطبق مع اهداف البرنامج الانتخابي . ومنها .
عزيزي القارئ الكريم ، اخواني المواطنين ، احبائي الناخبين ، قاعدة تقول ( اذا اتتك واحدة فانتظر اخواتها ) ونحن اليوم امام اخطر منعطف في تاريخ العراق المعاصر يحدد مصيرنا امام مجتمعين احدهم مجتمع القرون الوسطى المبني على ( الفوضى ،الجهل ، الفساد ، الموت ، قانون الغابة ، بلد بدون احترام دولي ) ، او مجتمع متمدن متحضر يحترم القانون ويعتبره جزء من نسيجه، وقيمة من قيم بنيانه الذي لا يمكن التخلي عنها أو الانفكاك منها بل يعتبر من يتبع القانون ولا يتجاوزه أو يكسره يؤدي واجبه (لا منه ولا فضل له) ، بينما يعتبر الخارج عنه بمثابة المجرم الذي اسئ للمجتمع بأكمله .
وهناك قاعدة اخرى تقول ( ان نفس اذا احرزت رزقها اطمأنت ) وانت يا مواطن قادر على ان تحرز رزقك وتطمان على مستقبلك مع المواطن ينتصر مع قائمه المواطن التي تتحلى بقائد ومرشحين يؤمنون بمهارات الحوار الإيجابي ، ويمتلكون روح تقبل الرأي والرأي الآخر، ويبعدون عن التعصب الأعمى الذي يؤدي إلى إقصاء الآراء وتحييدها وفرض الرأي الواحد دون النظر إلى كونه سلبي أو إيجابي. و يرفضون إقامة السدود بين الناس وقطع الروابط وتفكك المجتمع ، وكذلك اصحاب برنامج انتخابي حقيقي واقعي قابل للتنفيذ اي انهم سيفعلون ما يقولون . واذا اتتك واحدة فانتظر اخواتها . وهي اسس بناء وسلوك المجتمع المتحضر . |