إلى المرشحين الفيليين أذكِّركــــــــم |
لا أزال أعلي الهوية العراقية على الهويتين: القومية والدينية؛ ذلك لأن العراقية أعمّ منهما، فهي تواصل بين العراقيين كلهم. والقومية أخص لأنها تواصل بين فئة. أما الدينية فهي أكثر خصوصية، لأنها تواصل بين الفرد وربه فقط. ولكني إذ أكتب بشأن فيلي فذلك لأني منهم، ولأنهم مجال من المجالات التي اختصصت بالكتابة فيها. لذا أجده واجباً يلحُّ عليَّ أن أكتب ما ينفعهم أو يدفع الأذى عنهم. لقد اطلعتُ على قوائم المرشحين الفيليين، وقابلت بعضهم، وعندي جملة أشياء أود أن أضعها في اعتبار المرشحين للاستفادة منها في حال فوزهم ومن ثم تمكنهم من تمثيل شريحتهم بشكل عملي يزيل آثار الظلم والاضطهاد والتجاهل التي ما زالوا يعانونها. لقد شغل الصراع العلني والخفي المشهد السياسي عن القضية الفيلية، فحجّمت وسحبت إلى الظل. والشخصيات الفيلية التي صعدت إلى السطح لم تعمل شيئاً ازاء العقبات الأساسية بدليل بقائها. وقد تحولوا من عاملين للصالح الفيلي إلى عاملين لصالحهم الشخصي، فكانت الفيلية درجاً رقوه او باباً ولوجوها للوصول إلى فرصة العمر الذهبية. الفيليون الآن بالنسبة لنيل الحقوق على قسمين: قسم تم تهجيرهم فلهم وزارة (الهجرة والمهجَّرين)، واحتسب لهم الفصل السياسي، وعوّضوا ومنحوا قطع أراضٍ. وقسم لم يهجَّروا فليس لهم وزارة، ولم يحتسب لهم فصل سياسي إلا ما ندر برغم علم الجميع أن الفيلي منع من التعيين في زمن صدام ولاسيما في التعليم، ولم يعوضوا أو توزَّع عليهم قطع أراضٍ. والفيليون جميعاً من هجّر أو لم يهجّر ما زالوا في (شعبة الأجانب) بمديرية الجنسية العامة في الكرادة، ويمنح أولادهم شهادة الجنسية صنف (13/ أ) في حين يمنح بقية العراقين صنف (4/ أ)!! ترى بماذا سيعد المرشحون الفيليون شريحتهم؟ وماذا سيحققون لهم لاحقا؟ هل سيكونون ممثلين رمزيين يأتون ويذهبون والعقبات باقية على حالها أم سيفعلون شيئاً؟ أسئلة يجب إثارتها الآن فثمة ناس يعانون هضم حقوقهم ولا أحد ينتبه لهم. وقد أعددت أسئلة لأحد المسؤولين الفيليين تتطلب الصراحة فماطلني وترك الإجابة خوفاً على مكانه أو حرجاً من حزبه. وأنا بوصفي جزءا من المعاناة، حرمتُ من التعيين بينما تعين أصحابي من العرب وسواهم، حين تخرجت في كلية الآداب/ جامعة بغداد عام 1994 للبكالوريوس، ولم أتعين إلا بعد السقوط عام 2006 وعمري (42) فانا لن أكمل مدة الخدمة المطلوبة للتقاعد. وتصر لجنة الفصل السياسي في وزارة التعليم العالي على عدم شمولي وتطالب بأدلة على أدلة، ويكفي كتاب مديرية الجنسية بأني سابقاً اعد من التبعية الإيرانية دليلا. وقد أقرت لجنة التحقق شمولي ولا فائدة. وحين سألتُ أحد المسؤولين الفيليين قال: إن الفصل السياسي وضع بمقاس الأحزاب المتنفذة ولم تراع به القضية الفيلية. ولابد لي من الاعتراف بأن في الملف الفيلي قضايا صعبة الحل لأنها متشاركة متشابكة، منها استعراب الفيليين واندساسهم في قبائل عربية ونكران قسم منهم فيليته والادعاء بأنه عربي قح، وموت اللغة الكردية الفيلية في العوائل الفيلية. وممكن وضع برامج طويلة الامد مراحلية تحل هذين الامرين. ولا اعتقد يوجد غيرهما بهذه الصعوبة. واول خطوات الحل توحيد الفيليين في الحقوق: المهجرين وغير المهجرين. واعتقد ان غير المهجرين نالهم ضيم وظلم أكثر لانهم في اقل حساب عاشوا بين يدي المجرم وتحت رجله. واخيرا ادعو الفيليين الى المشاركة في الانتخابات وانتخاب من يرونه صالحاً. واهيب بالمرشحين الفيليين وعامة المرشحين الى انصاف الفيليين بوصفهم شريحة عراقية مضطهدة أصرت على عراقيتها. وصبغتها الكردية الناصلة تزيد من مؤاخاتهم العرب أشقائهم في البلوى والسلوى وأشكركم كثيراً. |