فى غضون ساعات قليلة الصحف الاسرائيلية تصب كل أهتمامها على القمر الصناعى المصرى " ايجبت سات2 " و هل اذا كان مخصص لاكتشاف الموارد الطبيعية كما قالت الحكومة المصرية من قبل ام معد لاغراض عسكرية. الاعلام الروسى و الصينى و الايطالى ينتقد بشدة دعم سد النهضة الاثيوبى، و يؤكد ان قرار بلادهم بسحب تمويل السد قد جاء صائبا . الصحف و وكالات الانباء الامريكية تطالب ادارة اوباما بالوقوف بجانب الشعب و الجيش المصرى فى مواجهة الارهاب، كما تصف قرار تعليق تجميد المعونة العسكرية لمصر قرارًا تأخر كثيرا. الاتحاد الافريقى و الاوربى يتفهم حقيقة ثورة 30 يونيو و رغبة الشعب فى التخلص من نظام الاخوان. و أخيرًا وليس آخِرًا إتمام المصالحة الفلسطينية وفقا لاتفاق القاهرة بمايو 2011 .
فما الذى يدور فى العمق حتى يطفو كل هذا على السطح فى وقت زمنى قصير جدا، ما هو هذا الفعل الساحر لكى يظهر رد الفعل بهذا الشكل الملحوظ و المثير للانتباه . حقيقة الامر ما يدور فى عمق الدولة المصرية يتجلى فى جملة من خطاب الرئيس المصرى " عدلى منصور " الذى القاه بمناسبة الذكرى الـ31 لتحرير سيناء و هى "لن تسمح مصر بتهديد أمنها القومي، ولن تسمح لأي قوىً تسعى لبسط نفوذها أو مُخططاتها على العالم العربي بأن تُحقق مآربها "
أنها بالفعل جملة و احدة و لكن حملت رسائل لكل اعداء امتنا العربية و المترابصين بها، جملة مباشرة و صريحة حملت إنذارا لكل غاشم توهم للحظة من اللحظات أن المنطقة العربية ولاية تابعة للخلافة العثمانية، او من يردد أن الخليج فارسى، و أن طهران يوما ما ستكون عاصمتنا السياسية و قم قبلتنا الدينية، و من اتسع حلم حدود كيانه الشيطانى لكى يصبح من المحيط لـ أربيل بدلا من الفرات للنيل، و من ساذج رأى فى قناة فضائية يمتلكها القدرة على توجيه عقل المواطن العربى . و هى جملة حملت تأكيد على ما قاله المشير " عبد الفتاح السيسى " يوم الاحتفال بالذكرى الاربعين لنصر اكتوبر المجيد عندما قال و هو يشير على جيش مصر " أن هذا الجيش يحمى مصر و الامة العربية " و ما قاله يوم اعلان ترشحه لرئاسة جمهورية مصر العربية، بانه على اتم الاستعداد لمواجهة كافة المخاطر التى تواجه مصر و المنطقة العربية .
هى جملة تعكس سياسة مصر الخارجية التى تضع فى المقام الاول الامن القومى لامتها العربية قبل أى شئ، جملة تعكس أستراتيجية الدولة المصرية القادرة التى قرائت حقيقة الربيع المزعوم مبكرا، و نصبت الفخ للجميع حتى جائت اللحظة الذى انقض فيها اسود القوات المسلحة و نسور و صقور المخابرات العامة و الحربية على كل من أراد بأمتنا العربية سوءا, و مزقو كل مخططات الشرق الاوسط الجديد و وضعو حد لطوفان الفوضى الخلاقة، و باتت مصر مع اشقائها يوجهو الضربات فى العمق، ليعيدو صياغة التاريخ مجددا بلغة الضاد .
|