أنهض يا شعب ملينه من الضيم

تتسارع الدقائق والساعات وتُدرج الأيام في سجلات الماضي بزخمٍ يكاد أن تُقطّع معه الأنفاس، لأن كل شيئا محسوباً على شعب العراق في هذه المرحلة، فلصموده حساب، ولنكسته حساب، وللماء المتسرب من نهر الفرات مكتسحاً المزارع والبيوت والشوارع مطارداً الإنسان والحيوان شاقاً طريقه بتحدي نحو مواطن الحياة له حساب، وكذلك لوحدته يحسب الأعداء حساب الشعب، لأن ما سواها هو التمزق والتكالب والانحدار في الهاوية، وعندما يقضي الشعب أيامه ولياليه لاطماً ماشياً تاركاً ماله وحاله سائباً ينهشه اللصوص بلا رحمة هنالك حساب، لأن هؤلاء اللصوص يشيعون ثقافة النواح، ويختبئون تحتها مستغلين سذاجة الناس وحسن نواياهم، كي يكررون سرقتهم والاستهزاء بهم .

ولأن الأيام الفاصلة عن ساعة الحسم أصبحت معدودة، ولا خيار أمامنا غير أن نختار من هؤلاء الأكثر من تسعة آلاف مرشح، من هو أقلهم ضرراً، وأفضلهم نفعاً، حتى ولو كان عند حدود الدرجات الدنيا من المقبولية، أو درجات النجاح حسب مقاييس درجات المعرفة والتقييم أو حتى دونها، لأن بديل ذلك يعني التلاطم في عالم المجهول المدعوم من مؤسسات الشر والمرتزقة، التي انتشرت في منطقة الشرق الأوسط مستغلة غباء وجهل وتحجر أدمغة من أصبحوا حطباً لنار الجريمة المنظمة، المتسعة دائرتها في دول الشرق الأوسط، التي أنفلت لجام أحصنتها مع تداعي الاسيجة المهلهلة، التي كان يعول عليها الطغاة والخونة من المتغطرسين كذباً وتمثيلاً والذين سيلحقهم حتماً كل من هو على شاكلتهم .

أذن فأن السنوات الأربعة القادمة إما ستكون سنوات موت زؤام، أو بمثابة قارب نجاة يخرج بالشعب من دوامة بحر العنف المتلاطمة أمواجه كما ذكرنا، خاصة وأننا نواجه عدو على قدر كبير من الدهاء، والمكر الخبيث يعرف كيف يستغل الظروف لصالحه، وخصوصاً هذه الأيام التي استنفرت فيها القوات الأمنية، لتأمين الانتخابات ففوجئنا بفيضان سدود الفلوجة، لتشتيت الجهد وزعزعة عزيمة المقاتلين والتأثير النفسي عليهم وعموم المواطنين .

كل هذه الأمور مجتمعة تفرض علينا أن نقول كلمتنا الفصل، وأن لا ننخدع بالاعتبارات القبلية والطائفية والعرقية، وأن نعمل جاهدين على تجاوز كل هذه العقد، التي يعتاش عليها النفعيين الذين أمنوا أنفسهم وعوائلهم، وتركوا للبسطاء المفخخات، والعبوات، والأحزمة الناسفة وشظف العيش . ولم يتركوا للشعب خياراً غير طريق النهوض لتحطيم قيود الذل والضيم التي طوقت أعناقنا .