تمهيداً للولوجِ والتعاطي مع كلماتٍ تُحدّدُ مساراتها احتمالاتُ اكتساح المياه لأطراف بغداد واحيائها السكنيه , ضمنَ هذا السيل الذي يجرف , والفيضان الذي يزحف , وتتجسد اولى افرازات ذلك في او الى جموعِ عوائلٍ عالقةٍ بينَ إتجاهاتِ المياه المتدفّقة , ولا مَنْ يفكُّ الحصار عنها , ولا " اباتشي " عراقية ترفعها من اماكنها . عوائلٌ تُهاجر ولا تعرِفُ الى اينَ تُهاجر , تُهاجرُ من قصفٍ منَ البرِّ والجوَّ , فيُطارِدُها زحفُ المياهِ العجلى , لتغدو الهجرة او التهجير منَ البرِّ والجوِّ والبحرِ ... في هذا التمهيد , اراهُ منَ المفيد ’ التذكير او إعادة التذكير منْ جديد , حينَ تعرَّضَتْ بغداد لخطرِ الفيضان في مطلع سبعينات القرن الماضي " وبطريقةٍ غيرِ مُفتعلة " حينما فاضَ نهر الفرات في محافظة الرمادي , واضحت بغداد مهدّده جدياً بذلك الفيضان , نستذكرُ هنا الجهد الهندسي الفائق للجيش العراقي " آنذاك " في استنفارِ وحداته العسكرية وشروعها في تشيدِ حاجزٍ او جدارٍ شامخ منْ اكياس الرمل والمستلزمات الفنية الأخرى ولمسافاتٍ طويلة , ممّا اوقفَ وحالَ دونَ امتداد الفيضان الى بغداد والمحافظات الأخرى , وقد كان ذلك إنجازاً كبيراً يُحسَبُ للجيش العراقي . والآن , وشَتّانَ ما بينَ فيضانٍ وفيضانْ , فثمة تساؤلاتٍ وآهاتٍ , واستفهامٍ واستعلام , تتكدّسُ وتتدافعُ بغزارة عن الإجراءاتِ الوقائيه والعلاجية التي لمْ تُتَّخَذ لمواجهة احتمالات خطر الفيضان , فأوّلاً : - هنالك الآلاف إنْ لمْ تكن عشرات الالاف منَ القِطع او الكُتل الأسمنتية المُغلقة بها شوارعٌ عديدة ولاسيّما الطُرق الفرعية داخلَ الأحياء السكنية " بلا معنىً " سوى اجتهاداتٌ سابقة لضبّاطٍ متوسّطي الرتب العسكرية او اقلّ منها . فما هو المُسوغٌ او المُبرّر في عدم رفعِ ونقلِ وتحويلِ هذه الكُتل الكونكريتية الى المنطقة المحتملة لإمتداد الفيضان اليها و وذلك عبر تشكيل وتشييد حاجزٍ مُحكم لمنع تدفّقِ المياه و وهل يحتاج ذلك اى ذكاءٍ ما .! , كما , وإذ انَّ الإعتبارات الأنسانية لها الأولوية قبل أيّ شيء , فما مصير مئات العوائل التي اضطرتها مياه الفيضان الى تركِ منازلهم , الى اين يذهبون .؟ هل تعجزُ الدولة عن اسكانهم " مؤقتا " في مخيماتٍ او حتى فنادق في عموم المحافظات , ولماذا عدم الشروع في تقديم المستلزمات الحياتية اليومية لتلكم العوائل .!؟ اليسوا محسوبين كمواطنين وكبشرٍ في نظر الدولة .! , ثمّ , اذا ما انطلقَ ماردُ الفيضان بسرعتهِ القصوى , فلمْ نرَ ولمْ نسمع بأجراءاتٍ احتياطية واستباقية لإخلاءِ محتوياتِ الدوائر الرسمية والمصارف والمراكز الأخرى لاسيما ملفاتها واضابيرها واجهزتها الأخرى في المناطقِ المُرشّحةِ لأن تغمرها مياه الفيضان , ثمّ ايضا , هل منْ حساباتٍ مُتّخَذه لإحتمالات ان ترتفع اعداد العوائل " الى آلافٍ مُؤلّفه " والتي قد تُرغمها المياه لاحقاً لأن تترك بيوتتها الى العراءِ والمجهول , هل لهؤلاء المواطنين النازحين منْ وطن ..! , والى ذلك , والى أبعادِ ذلك , فنلحظُ عن كثبٍ التزام الإدارة الأمريكية لجانب الصمت , بل الصمت المُطبق أزاءَ كارثةَ الفيضانِ المنطلقة , وهذا أمرٌ يكتنفهُ غموض .! , الأدارة المريكية منهمكة بأرسال 800 قذيفة للعراق لأستخدامها في معركة قاطع الفلوجة - الرمادي , ومنهمكة بزيادة عدد ضباط مخابراتها في بغداد - حسبما اعلنت - ولا تريد التدخّل في كارثة الفيضان الأنسانية , وأنّ قوّاتٍ امريكية لا زالت تتمركز في الكويت تحسّبأً للطوارئ في العراق , وتضمُّ تلك القوات وحداتٍ هندسية , إنما لايُراد لها إبداء المساعدة الفنية في مسألة تدفّقِ المياه نحو بغداد .! واخيراً , وقبل ان نغرق نقول : - ماذا لو أنَّ مياه الفيضانِ الجارفة اجتاحت المِنطقةَ الخضراء .! فأينَ سيتشتّتون السادةُ القابعونَ هناك .! , هل ستأتيهم - على الفورِ - المروحيّاتُ والسمتيات لتنقلهم الى طهران وواشنطن .!؟ إنّما كيفَ ستُدارُ الدولة لحظتئذٍ .؟ هل سيُصدر السادة - القادة تعليماتهم الى زعماء الميليشيات لينوبوا عنهم بأدارة شؤون الدولة ..!؟ , وكيفَ ستصل تلك " التعليمات " .؟ هل عبرَ وسائل التواصل الأجتماعي بدءاً من الفيس بوك ومروراً بتويتر , والخ .. الخ . الخ
|