كيفما تنتخبوا يولى عليكم

.

عندما خنعت الأمة الإسلامية بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وآله، ولي عليها ثلاثة ممن هم ليسوا بأهل للخلافة، وعندما أجتمعت الأمة على إختيار علي عليه السلام بعد مقتل عثمان، ولي عليها أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه.

هو صوت الأغلبية، حيث أن الأمة إذا إجتمعت على رجل، ولّي ذلك الرجل عليها، ولايكون ذلك إلا بإرادة الأغلببية، سواء كانت الأغلبية مريدة، عازمة، وقادرة على الإختيار، أو أن تكون خانعة، فاقدة للعزم، متفرقة الكلمة، مسلوبة الإختيار.

هكذا كيف ما تكونوا يولى عليكم، فإن اختار الأغلبية رجلاً صالحاً ولي عليهم، وإن اختاروا رجلاً طالحاً ولي عليهم، وكلاً من الإختيارين يعبر عن طبيعة المجتمع المختار، فالمجتمع الصالح يختار الرجل الصالح، والمجتمع الطالح يختار الرجل الطالح، وسواء كان ذلك بالإختيار الإرادي أم مع الخنوع والجبن وتسلط الظالمين.

الأمر فيما يخص الانتخابات في العراق، ثمة إرادة شعبية عارمة نحو التغيير، واختيار الأفضل من أجل حياة حرة كريمة للشعب العراقي المظلوم، وتلك الإرادة معززة بإرادة المرجعية الرشيدة، وكتلة سياسية مقتدرة تمتلك رؤية متكاملة لإدارة البلد.

المرجعية تدعونا الى الإلتفاف حولها، والركوب في سفينتها لتعبر بنا الى شاطيء الأمان، فتلك سفينة نوح تبنى من جديد على أرض وادي الرافدين، تأريخ جديد يكتب، والفرصة باتت بأيدينا وهي تمر مر السحاب، إذا لم نغتنمها اليوم ستعبرنا غدا وستسحقنا الأيام بحوافرها.

فكم ثماني سنيت في أعمارنا؟!

التغيير أصبح بأيدي المواطنين، فبعزمنا وإصرارنا نغير الحكومة الفاشلة، وإن كنا قد غفلنا مرة ولدغنا مرة، فلا ينبغي علينا أن نغفل ثانية ونلدغ أخرى، والا فإن ذلك عيب في إيماننا وعقيدتنا، وخذلان لوطننا ومرجعياتنا وشعبنا العزيز.

نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيبٌ سوانا.

ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ .. ولو نطق الزمان لنا هجانا.