لن أنتخب لأن صوتي سيضفي الشرعية على نظام سياسي فاسد ومفسد أوصل العراق إلى حافة التقسيم الإثني والمناطقي والتشرذم القبلي والحرب الأهلية الطائفية.
لن أنتخب لأن الدستور الذي تجرى الانتخابات بموجبه غير صالح لبناء دولة موحدة قوية قادرة على ضمان الحد الأدنى من متطلبات العيش الآمن والكريم للعراقيين.
لن أنتخب لأن النظام السياسي الحالي أحيا القبلية، وهي مصدر كل الشرور التي أنهكت المجتمع العربي منذ الجاهلية وحتى الزمن الحاضر.
لن أنتخب لأن النظام السياسي الحالي أعاد الاعتبار للقتلة والمنافقين البعثيين.
لن أنتخب ما دام العراق متحالفاً مع الحكومة الأمريكية بموجب الاتفاقية الأمنية الاستراتيجية، وقد ثبت أن أمريكا استقدمت الإرهاب التكفيري إلى العراق لكي يبقى ضعيفاً ومقسماً خدمة لأهدافها ومصالح حلفائها الخليجيين والصهاينة في المنطقة.
لن أنتخب في ظل وجود عوامل الضعف البنيوية في النظام السياسي الحالي لأن ذلك سيعين الإرهابيين التكفيريين وغيرهم من الأعداء في الداخل والخارج على قتل المزيد من العراقيين، وستتلطخ يداي بدمائهم لو أدليت بصوتي.
لن أنتخب حتى لو كان هنالك مرشحون صالحون لأن غالبية الناخبين العراقيين سيصوتون وفقاً لانتماءاتهم الطائفية والإثنية والقبلية من دون اعتبار كبير للجدارة كما ثبت من الانتخابات السابقة.
لن أنتخب لأن صوتي سيتيح لمن يفوز بالانتخابات قبض الرواتب والمخصصات الضخمة واستغلال المنصب وتعيين الأقارب والمحسوبين والسكن المحصن في المنطقة الخضراء واقتناء السيارات المصفحة وغيرها من المفاسد المحرمة.
لن أنتخب ولو قاطع غالبية العراقيين الانتخابات لتأكد للقاصي والداني بأنهم يريدون التغيير فعلاً ولسقطت الشرعية عن النظام الحالي وأحزابه المصطنعة.
لكل هذه الأسباب وغيرها لن أنتخب.
(للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والإصلاح ووسيلة كبرى هي التعلم)
|