هل عاش آينشتاين وحيدا!

آلآف السنين والبشرية تزخر بعلمائها ومبدعيها الذين لو كانوا تقليدين لما وصلت الخليقة لما عليه اليوم من ثقافة وعلم ومعرفة وحضارة وإزدهار، وقد آثر في ذلك كل أولئك الذين أعطوا حياتهم من أجل أن يضعوا كلمة أو حتى حرف في جملة مفيدة لتصبح اليوم علما ينتفع منه بالمعرفة أو سخر خدمة للبشرية.
ومما لاشك فيه أن البشرية خلقت بيئتها بالطريقة والاسلوب ذاته الذي نحن عليه اليوم، والتواصل بين الناس والأجناس لايزال بنفس كل تلك الأشكال التي ورثناها من أسلافنا.
حقيقة دعتني الى أن ادور عجلة زمني نحو الماضي الذي ليس بالبعيد، والذي فيه من العلماء والكفاءات والذين غيروا مجرى الزمن ولاأدري إن كان هؤلاء قد عاشوا لوحدهم أم كانوا بين الناس كما نحن!
ترى هل كان آينشتاين يعيش وحيدا؟ وهل كان أديسون معتكفا بين جدران منزله؟ وهل؟ وهل ؟ وهل كان كل أولئك الرائعين يعيشون وحدهم؟ حتى أنهم تمكنوا من الوصول الى مانحن عليه اليوم من ترف ونعم لايحمد عليها الا الله سبحانه وتعالى! وهل كانوا هم عبارة عن آلآت تتحرك بجهاز تحكم ولايشعرون بمن من حولهم؟ ترى ماهذا الذي يجري في هذا الزمن؟ وماهذا الذي يحدث بين بني البشر؟ ! يالها من حسرة ونحن نتدارك الزمن والازمان ونقف عند خط لانحسد عليه!
ترى هل عاش كل اولئك العلماء وحيدون أم كانوا يتحركون كالانسان الآلي؟
عجيب أمر هذا الزمن الذي يقف أمامك من أنت تخدمه وتضع حياتك رهينة لإنارة مستقبله! عجيب اولئك الذين يسرقون أقلامك التي تخط بها خطوط مستقبلهم! يراقبوك لأنه لايوجد في كلامك ارهاب! يقطعون عليك دماثة خلقك لأنك تزرع الثقة بينك وبينهم ! وهم يحاولون جهد امكانهم أن يقطعوا دائرة الابداع بجهلهم! والأكثر من ذلك أن يمتهنون الجهالة ويتقنون فنونها! يراقبون ويشككون ويحفرون ووووو ولايبقون على خلق سلبي الا وامتهنوه!! ترى ماذا يظنون ؟ هل عاش آنشتين لوحده وتمكن من وضع نظرياته النسبية الخاصة والعامة!
لاتخشوا الانسانية التي للاسف قد غادرتكم منذ زمن! لاتستغربوا من العلماء الذين يخدموكم لأنهم يضمرون لكم الحب !! وإعلموا أنهم أناس من عصور أخرى! لايمكن لكم أن تستوعبوا أن الحب أساس كل مايقدم من قبلهم! لأن رجال العصور الاخرى لايبدلون أخلاقهم ! لأن الأخلاق قد تلوثت في زمن تبدلت الفضيلة بالذبح والكفاءة بالنفاق! ترى هل عاش آينشتاين لوحده؟ ياأصحاب هذا الزمن!