يوم للصمت قبل سباق الملائكة

غدا الثلاثاء ، هو يوم الصمت الدعائي ، اليوم آخر ايام تعريف المرشحين والكتل ، فاذا كان الكلام اليوم من فضة فالسكوت غدا من ذهب ، اليوم آخر عمليات الاقناع ، استعرض المرشحون أنفسهم كأشخاص ، ثم استعرضوا كأئتلافات ، ثم استعرضوا البرامج ، وغدا يختبر الجميع قدرتهم على الصمت ، غدا سيعطون الفرصة للناخب كي يقول كلمته ، كان الناخب طيلة شهر بل عدة أشهر ساكتا منصتا حزينا محبطا منتجارب الايام الماضية ، وبعد غد يقول كلمته الأخيرة ، الناخب هو الملك الذي سيختار من يخدمه ، منذ التغيير في العراق سنة 2003 وحتى الآن خاض الشعب عدة انتخابات عامة ومحلية ، الفارق الاكبر في انتخابات 2014 هو الوضوح ، وضوح كامل في السباق فالتجربة جعلت الناخب يعرف من سيكون خادما ناجحا ، ومن الذي سيكون فاشلا ، ومن هو الخادم الذي يحاول ان ينجح لكنه يفشل فله أجر لأن الاعمال بالنيات ، ومن هو الخادم الذي فشل واصر على الفشل فعليه اثمان اثم التقصير واثم الاصرار عليه . هذا السباق الهائل كله من أجل ان يحصل الرجال الصالحون على فرصة لأن يكونوا خدما كادحين للشعب ! اذا كان الانسان يتحمل كل هذا الجهد من أجل ان يكون خادما للشعب فهذا سباق ملائكة وليس بشرا ، لكن هناك بعض الحالات الضبابية اذا صح التعبير تقلل من جمال هذا المنظر الملائكي فقد تم العثور بالصدفة على خادم سابق كرر ترشيحه لانه يريد الاستمرار في خدمة الشعب ، وجدوا ان هذا الخادم اللطيف لديه 3 قصور كبيرة في بغداد ، و3 قطع اراضي من ذوات الالف متر قرب دجلة الخير ام البساتين ، وعمارة متوسطة الحجم في دبي ، ومعمل للبلاستك في عمان ، وشاليه سياحية على البحر في بيروت ، وهو رجل متواضع لطيف هادئ رقيق الخطاب ، هو مصر على البقاء في خدمة شعبه العظيم وامته الرائدة لفترة ثانية ، هذا الخادم المتواضع يعلم انه يخدم شعبا تعداده 35 مليون نسمة ، ربعه تحت خط الفقر ، وربعه الآخر عاطل عن العمل ، ويضم 8 ملايين ارملة ويتيم ، وفيه 3 ملايين اسرة بلا سكن ، وموازنته المالية تعادل 8 موازنات لدولة في المنطقة ، هؤلاء الخدم الاتقياء لم يتغير في ظلهم وضع السادة المخدومين ، بل ازدادوا فقرا وفوضى وارهابا ، اوضاع فوج الخدم التشريعيين والتنفيذيين هي التي تغيرت فاصبحوا من اثرياء الامة العربية مع انهم في البداية لم يكونوا يملكون شيئا وهذه هي المعجزة ، أعتقد ان هناك خللا واضحا ، الجميع يعلم ان الخدم الشرفاء مستهدفون بالاشاعات والتهم والبهتان ، اما الخدم المزيفون فيسبحون في النعيم ويسبح مخدومهم في الجحيم ! هذا هو سر تسابقهم على خدمة الناس ، سباق ملائكة ولكن من طراز جديد ، ملائكة دمج ههههه .