ماذا سيكتب التاريخ عن الدورة البرلمانية 2010 - 2014؟

التاريخ ذاكرة الوطن فهو سِجلّ حياة الشعوب ، وشاهد حي على ما جرى وما حصل في الماضي ، فهو لا يكذب ولا يرحم , فإما الكذب لأنه لن يترك حرفا في حدث الا ودونه , وأما لا يرحم فانه يقيم قسط العدالة ، فيوصم البعض بالعار من كان يستحق هذا الوصف عندما لا يقدم هذا الشخص لشعبة ووطنه خدمة مميزة وتضحية كبيرة بل من يسبب اذى وضررا له ... مناسبة هذا الكلام أردت استقرا ماذا سيكتب التاريخ عن هذه الدورة الانتخابية للأجيال القادمة كما كتب لنا عبد الرزاق الحسني في موسوعته الشهيرة تاريخ الوزارات العراقية الذي وثق فيها كل صغيرة وكبيرة ... هل سيكتب المؤرخ
المستقبلي بكل أمانة عن هذه الدورة ان مجلس النواب العراقي كان قائما على التوافقات السياسية ويدار من خلال رؤساء الكتل فيها , تؤجل اغلب جلساته لعدم تحقق النصاب , أنجب لنا حكومة شراكة على أساس المحاصصة الطائفية , لم يستطع ان يحسم ملف ترشيح وزراء الداخلية والدفاع طيلة عمر الدورة الانتخابية , فشل في تشريع قانون النفط والغاز, عجز عن تشرع قانون الاحزاب السياسية , بعض الكتل الكبيرة فيه عارضت تشريع قانون البنى التحتية وعلى معارضة ابرام عقود تسليح الجيش العراقي من مناشىء متعددة , فشل في اداء دوره الرقابي على السلطة التنفيذية فلم يستجيب
المسئولون الحكوميون لجلسات الاستجواب , اكثر من ثلث اعضاء البرلمان امتنعوا عن تقديم كشف بذممهم المالية الى هيئة النزاهة , اغلبهم رشح للدورة الانتخابية الجديدة , بعض قادته الكبار يتحدثون بلغة طائفية صرفة تثير اشمازاز الشارع العراقي , اما الطامة الكبرى التي يعيش ماساتها العراقيين هو عدم أقرارهم الموازنة العامة لعام 2014 ... النجاحات لهذه الدورة الانتخابية فقد كانت محصورة فقط بالظهور الإعلامي لبعض أعضاءه في القنوات الفضائية وإطلاق التصريحات النارية والمهاترات السياسية والقذف والتشهير فبما بينهم وكان النجاح الاكبر والمميز لهذا
المجلس بانه شرع الى نفسه امتيازات ورواتب خيالية فتحدى معارضة الشعب والمرجعيات الدينية.... لكن للامانه هناك برلمانين ادوا واجبهم الوطني على اكمل وجه فقد تحرروا من هيمنة كتلهم بعد استقالتهم , بعضهم بقى يعمل كعضو مستقل والبعض الاخر شكل كتل جديدة لها برامج وتطلعات وطنية وكما ان هناك برلمانين عارضوا منح الرواتب التقاعدية والامتيازات للمسئولين وحرصوا على بناء مؤسسات الدولة ووقفوا الى جانب الجيش العراقي وهو يخوض حربه ضد قوى الإرهاب الاعمى وكان حضورهم مميز في جلسات البرلمان لا نستطيع ذكر أسماءهم لان هذا يدخل في الدعاية الانتخابية
لهم بل من الضروري ان يشخصهم الشارع العراقي واننا نامل ان يعاد ترشيحهم وان لا يبخس حقهم ودورهم الوطني عندما يكتب التاريخ عن هذه الفترة العصيبة مستقبلا .