ماذا بعد ٣٠ نيسان ٢٠١٤ ؟!

لو تجاوزنا الحديث عما قد تعوّدنا عليه أن يحدث من مآس ٍ دموية هنا وهناك ، وأوكلنا أمرنا إلى الله تعالى .. فهو حسبنا ، عليه توكلنا وله أنبنا وإليه المصير !!!
لكن المأساة الكبرى ؛ هي تلكم التي بين أصابعنا البنفسجية نحن العراقيين !

دورتان انتخابيتان مَرّتا ؛ وكانتا مُرّتين !!!

وجوه ٌ نضرة إلى شعبها ناظرة !!!

وجوه مكفهرة إلى كيدها ناظرة !!!

هل هما وجهان لعملة برلمانية واحدة ؟!!!

إذا أتانا الجواب نعم ؛ فتلك مصيبة ٌ ، وإذا أتانا الجواب كلا ؛ فالمصيبة أعظمُ !

المصيبة الأهون ؛ أن يدري البرلمانيون أنهم وجهان متناقضان لعملة واحدة ، فيتعاملان من الموضوعة التشريعية على هكذا أساس ، ولعلهما يفضيان إلى حالة واضحة التناقض !!!

لكن ؛ عندما لا يكون البرلمانيون وجهين لعملة برلمانية واحدة ، فبأي ورْق ٍ سنبتاع أو نشتري مقتنياتنا النيابية التي نحتاجها .. نحن الجماهير ، إذ لا عملة َإطلاقاً في البرلمان العراقي ، وكل ما يمكن أن يكون ؛ هو تحديات مشحونة بالتضاد حتى موعد الدورة النيابية الرابعة ، فتكون القضية والضحية هي الجماهير التي انتخبت البرلمانيين في دورتهم المقررة بأربعة أعوام .

بالأمس الأربع سنواتي المنصرم ؛ حدثت شجارات ومشاحنات وتناقضات ، وبقيت قضايا معلقة حتى 30 نيسان 2014 ومن أعلاها الدستور العراقي ومن أدناها إقرار ميزانية 2014.

والحالة هذه ؛ ونحن نُقبل هذه الأيام على مرحلة برلمانية جديدة ، يجب أن تكون جديرة ، ويجب أن نكون جديرين لاجتيازها بنجاح باهر ، حيث رسبنا كثيراً ، وقرأنا الدرسَ الانتخابي مرّتين ، إذها لن يُعذر المواطن الذي أمتـُحن مرّتين ، إذا ما رسب ثلاث مرّات !

الغريب الصعب في المرحلة الانتخابية الجديدة ؛ أنها أغرب وأصعب من سابقتيها الانتخابيتين بما يلي :

أولاً : ترشح شخصيات لن تبعث للتفاؤل .. ليس لها تاريخ سياسي أو عقائدي أو علمي.

ثانياً : جزع الناخب من برلمانيين فاشلين .. يخرجون من قاعة البرلمان .. يعزفون عن جلساته .. يتركون قضايا الشعب والوطن معلقة للدورات اللاحقة .

ثالثاً : تزايد الخطر الأمني .. فالقاعدة ُ جرحٌ أمنيٌّ أول ، و داعشُ جرحٌ أمنيٌّ ثان ...

رابعاً : تزايد افتراق الفرقاء السياسيين .. مثلاً ؛ طارق الهاشمي الذي كان يتكلم باسم العروبة والإسلام أمسى يتكلم باسم الطربوش التركي هذه المرّة .

والله ولي التوفيق ؛؛؛