في الماضي ضحكوا علينا بالحرية القادمة مع الاستعمار العثماني مرة والانقلابات العسكرية مرة أخرى، فالملكية كانت صناعة بريطانية بامتياز ليأتي انقلابيون بلباس عسكري وفق الطروحات البلشفية، وبعدها جماعات شوفينية ادعت القومية العربية الكاذبة فقد كانت قومية قبلية عشائرية لاغير، لتأتينا جماعة باسم الوحدة الخاذبة والحرية الخادعة على ظهر وفي القطار الامريكي، ثم ليتم التخلص منها بذات الذراع الامريكية لتأتي جماعات من كل حدب وصول وكلها تتقاتل على التشبث بالدبابات الامريكية وليجلسوا ليلعن بعضهم بعضا، وليتقاتلوا فيما بينهم كالذئاب على جيفة. والشعب جالس في المقاهي يتفرج لان الذين يقولون لا قلة نادرة وهم غالبا ما يعاصرون جدران المعتقلات وكلاليب الجلادين والسفلة. وقد صدق الجواهري حين قال مصرحا بحقيقتهم: نامي جياع الشعب نامي حرستك آلهة الطعام. وقال فيهم علي الشرقي: قومي رؤوس كلهم أرايت مزرعة البصل وقلت فيهم: قومي رؤوس البصل في حانة الخمر. لم اتعرف على شعب خانع ويقبل الذل كأهل العراق، يصفقون وراء كل ناعق، ويلهثون وراء كل غالب، وهم المغلوبون دائما. وأنا واحد من اهل العراق ولهذا أخجل من نفسي. أخجل اني إنتميت لهذه الارض التي لاتعطي الا الدماء، ولا تقبل الا الدماء، ولا تنتج الا الدماء. خجلت اني من هذه الارض. اللهم اسألك أن لا تحشرني مع أهل العراق ولا مع أي من خلقكم ممن قبل الذل او يقبل به، وأحشرني امة لوحدي. ماذا؟؟ الم تتعلموا؟؟ الا يشعر احدكم بالخجل وهذه الجبابرة تمر عليه حينا بعد حين وهو جالس ياكل ويشرب ويتناسل كالانعام. ستحاربوني لاني اتكلم ستدعون علي لاني اصرح ستتمنون موتي لاني ابوح ستفعلون اي شي كي لاتخرج الكلمات من بين شفتي ساقبل كل ذلك منكم فقط تحركوا واجعلوني اشعر ان هناك رجل يستطيع ان يقف على قدميه ويقول لا... قالوا لكم الانتخابات تعني الحرية فهرولتم مسرعين، مبادرين، ولكن هل سالتم انفسكم وسالتم هؤلاء ما هي برامجهم الانتخابية؟؟ ماذا سيفعلون لكم كي يخلصونكم من القتل اليومي ومن الجوع ومن الخداع والفساد والكذب؟؟؟ ستتمنون لو اني لم أتلكم ولكني ساضل ورائكم اصرخ فيكم في آذانكم في انفسكم. ولو اني اشك أن يخرج من بينكم من يقول لا ويرفض حتى ان يلوث اصبعه بدم الكذب.
|