بحسب الاستقراء والمشاهدات والمسموعات التي تتناهى الى أذن أغلب الناس في قضية الانتخابات والمرشحين والعاملين فيها والداعمين للقوائم والمرشحين والأحزاب التي تتحرك بقوائمها
فيمكن تقسيم أجوائها والعاملين فيها والأحزاب المنهمكة فيها الى قسمين:
الأول:
ــــــــ
يعتبر الانتخابات نهاية الطريق لمسيرته وعمله وجهوده، ولذا تراه ينفق كل ما يملك من جهود ووعود وأقسام مغلظة،
بل أحيانا يرتكب ما هو غير محمود،
بل يرتكب السيئات وقد لايتورع أبدا عن تسقيط الآخر والكذب واستعمال الأساليب المحرمة الكثير من أجل نيل مبتغاه
وهو الفوز في الانتخابات، أو دعم مرشحه
وهذا الكلام شامل حتى الأحزاب والجهات التي تتحرك من أجل تحصيل ما يسمونه الفوز بمقاعد البرلمان.
الثاني:
ــــــــــ
الآخر يرى الانتخابات محطة في طريق العمل الرسالي ولذا تراه ينهج بما ينهجه كل يوم مما يفعله واعتاد عليه ان خيرا فخير، وان شرا فشر والعياذ بالله
فهي _ الانتخابات _ وإن كانت مهمة جدا وبها يحصل التغيير بحسب مرادات الجهات التي تتحكم بالأمور، فبعض يوجهها من الفاسد الى الأفسد ليبقى هو المنتفع الأكبر
وبعض يوجهها من الفساد الى الصلاح جهد امكانه
لكنها تبقى وسيلة من وسائل التغيير، وليست نهاية الطريق وهدف يقصده المرء الباحث عن الحق والتكامل
وما على الإنسان الا استخدام وسائله وآلياته التي يتحرك بها ويحرك الواقع الخارجي بما شرعه الله تعالى والميزان الذي وضعه وهو العدل
ومن العدل الدعوة الى ما يراه الانسان ويعتقد به دون الافتراء على الآخرين وتسقيطهم وتشويه صورهم
أو محاولة شراء الذمم والتعامل مع الآخرين بوجه طلق وشفاه مبتسمة على أساس سيصوتون له.
وتقطيب الجبين، واستنكار الآخر، والنيل منه وإيذائه على أساس انه يرفض انتخابه
فكم نحتاج حتى نعتاد على هذه الممارسة المهمة؟
وكم امتحان يفشل به البعض حتى ينجح في أحدها يوما ما؟
وكم فرصة للتواصل والعطاء من خلال الانتخابات يضيعها المنغلقون بسبب ما يرونه من كون الانتخابات آخر ما يطحون إليه
ثم ماذا يا مرشحين؟
ثم ماذا يا داعمين؟
ثم ماذا يا عاملين؟
لننظر الى ما بعد الانتخابات فهي أهم مما قبلها
وشكرا لكم
ليلة الانتخابات
29 ج2 1435