واقع العولمة الرأسمالية وتطور وسائل الاتصالات بما يفوق الخيال ، فرض علينا بعض المفاهيم والمصطلحات التي لم تكن معروفة سابقا ، وخصوصا ضمن قاموس الحس الشعبي الذي يترصد مثل هذه التحولات بأسلوب نقدي تهكمي ساخر ذو دلالة مكثفة لإدانة السلوك ورفضه ، من هذه المصطلحات التي كانت ولا زالت متعارفة هو (( عتاوي المطابخ )) والذي يدل على الافراد اللذين يترصدون الولائم والعزائم ، والاستماتة من اجل حضورها والفوز بأطايبها بمختلف الاساليب وبدون دعوة وعدم الشروع بأي حرج او خجل ... ان يملأ كرشه بالطعام فوق كل الاعتبارات خضوعا لغريزته الحيوانية وانعدام ذاته ووضاعتها ... اما في واقعنا الحالي وللأهمية الكبيرة التي يحتلها الاعلام المرئي والمسموع عن طريق الفضائيات فتح مجال واسع لحرية التعبير والكلام بمختلف مستوياته ومضامينه سواء مع السلطات او ضدها ،ة سواء مع الحق والعدل او ضدهما، ان مثل هذا الاعلام يمتلك قوة سحرية هائلة جاذبة للنكرات لتصنع منهم معارف وأعلام كبيرة والعكس صحيح ايضا ، يستطيع هذا لام ان يصنع من اتفه الامور قضية رأي عام هائل الاثر والنتائج على مختلف المستويات ، هذا الوصف اثار شهية الكثير من العناصر الانتهازية والنفعية الساعية لإشباع غريزتها ورغبتها في السلطة والمال والظهور بمظهر المهم الفاعل والزعيم البطل المخلص ، مما يمكنها من دخول اكثر الابواب انحطاطا وقذارة والتزاحم مع العناصر ذوي المصداقية وأصحاب المبدئية لإزاحتهم للخلف والتصدر على شاشات الفضائيات ، لإشباع نقص الشخصية وجوعها المزمن للشهرة وان كان على حساب مصادرة جهود الاخرين لتكون مضافة الى علفها من اجل الوصول الى غاياتهم التي لا يمكن ان تمثل اهداف وغايات الصالح العام ، حيث ينتهي زعيق وبريق وبهلوانيات مثل هؤلاء حينما تقدم لهم المكاسب والمناصب التي يرمونها لسد نقص الذات ودونية الشخصية ،؟ كما ان مثل هذه الشخصيات تتسرطن وتتضخم بشكل غير معقول حينما يكون الطريق سهلا ومعبدا بالتصفيق وواعدا بالمكاسب ، ولكنهم يتقزمون وينهزمون كالأرانب والفئران حينما تهز السلطة عصاها ب وجوههم او عندما يشمون رائحة المال مقابل الخنوع والخضوع ، لا بل يتحول بعضهم الى اشد اعداء القضية ومن يتبناها بعد ان كانوا يزعقون لها .......لنا في تجربتنا في الحملة الوطنية للاغاء الرواتب والامتيازات لاعضاء البرلمان العراقي والدرجات الخاصة ، كنا نصاب بالعجب ونحن نرى لصا فاسدا هو الاشد صراخا وزعيقا ضد كتل بعينها ، ويستقتل ليكون امام شاشة الفضائيات من اجل ان يكون بطلا ووجها جماهيريا ، الان بطل العجب فقد عرف السبب حيث ظهر هؤلاء الصخابون بيسقط الان يصرخون بيعيش وصورهم تغطي الساحات والشوارع مع الكتل والاحزاب نفسها حيث كانوا يهتفونها بالسقوط فلا غرابة اذن انهم ((عتاوي الفضائيات المستقتلين من اجل الفوز في الانتخابات ))!!!! هل ستدخل هذه ((العتاوي)) مطبخ البرلمان ومن ثم تتسلل الى مطبخ الحكومة لتستحوذ على مطبخ الشعب وترمي له الفتات ...... هل ستنجح هذه ((العتاوي)) في غش المواطن الناخب ، بزيف زعيق الحرص ل(( يأتمن البزون شحمه ))؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ سنرى غدا وان غدا لناظره قريب.
|