سي أن أن: لماذ لا تستطيع الانتخابات اصلاح ما تركته الولايات المتحدة من فوضى بالعراق


ادلى العراقيون يوم الاربعاء 30 من نيسان بأصواتهم في اولى انتخابات بعد خروج قوات الولايات المتحدة من العراق في عام 2011 .
العراقيون يتفقون هذه الايام على شيء واحد، هو الحاجة الملحة للتغيير. وبالرغم من ان التصويت هو معلم هام في الدولة العراقية الهشة، فأنه من غير المرجح ان يحل الازمة السياسية الراهنة الحادة في البلد.
وانشاء عقد اجتماعي بين العراقيين من خلال دستور جديد يكرس المواطنة المتساوية امام سيادة القانون. في قلب الأزمة الهيكلية العراقية، يكمن نظام سياسي يقوم على المحاصصة الذي ادى الى الاختلال في توزيع مناصب السلطة، اذ اصبحت المناصب بالعراق توزع على أسس طائفية وعرقية و قبلية. هذا النظام عمل به العراقيين عندما غزت الولايات المتحدة واحتلت البلاد في عام 2003. منذ ذلك الحين، خاضت المجاميع الاجتماعية لعبة التقسيم بالعراق وتوزيع الغنائم السياسية غير الراغبة بوضع مصالح الامة فوق مصالحها . وكانت قواعد اللعبة السياسية في العراق تستند على سلوك الطبقة السياسية المتمثلة بأطيافها ( الشيعية والسنية والكردية السنية منها والشيعية) ، اذ كان السلوك لم يتجاوز المخاوف والتحديات التاريخية بين هذه القوى السياسية. وانما كانت تتصارع من اجل المال والسلطة بعد عام 2003 . الطبقة السياسية الحاكمة اليوم مسؤولة عن الكثير من الاضطرابات في العراق وحتى الظروف الهيكلية في العراق. وقد أخذ الشيعة ملكية البلاد بعد الاحتلال الامريكي الذي اطاح بالرئيس السابق صدام حسين، القيادة الشيعية تحاول اليوم تهميش العرب السنة ولاسيما بالحكم في العراق ، وهذا ما برز بشكل واقعي وملموس طيلة فترة حكم نوري المالكي للعراق ، المتهم بمعاملة المواطنين السنة على انهم مواطنون من الدرجة الثانية، وهذا بسبب احتكاره للسلطة. القيادة السنية بدورها، لم تتصالح مع الواقع الجديد في العراق اي ما بعد عهد صدام، اذ تتملك القيادة كثير من الاوهام حول حكم العراق مرة اخرى . اما القيادات الكردية لا تمانع إذا احترق العراق ما دامت محافظات كردستان منفصلة على شكل كيان شبه مستقل عن الحكومة المركزية. نعلم جيداً، ان جميع الجهات الفاعلة، وعلى رأسها رئيس الوزراء نوري المالكي يتحملون مسؤولية أكبر عن التدهور الحاد في الوضع الأمني ونوعية الحياة من العراقيين، بما في ذلك الفساد الذي يصيب كل جوانب المجتمع العراقي. المالكي فشل في ادارة الدولة العراقية كما فشل في توفير الامن للعراقيين بعد ثمان سنوات من احتكار السلطة .
المالكي بدون ادنى شك، كان اعمى واصم من مناشدات الطائفة السنية التي ترى في حكم المالكي اساليب من التهميش بسبب طائفيته البارزة تجاههم . المالكي اليوم متورط في الانبار بعد ان ازال مخيم الاحتجاج السني في الرمادي في شهر ديسمبر الماضي، اذ تعاني قواته الامنية اليوم من خسائر فادحة على يد تنظيمات متمردة تابعة للقاعدة تعرف باسم "داعش" ، حيث استطاعت هذه القوة المتمردة من اخذ مناطق واسعة في الانبار بعد فتح المجال لها من قبل العشائر السنية المناهضة لحكومة المالكي.
رئيس الوزراء اليوم يحاول ان يتحدى التحالفات الشيعية المزمع ائتلافها بعد الانتخابات ومن اهمها ، ائتلافا المجلس الاعلى الاسلامي بزعامة عمار الحكيم والتيار الصدري الاكثر شعبية في جنوب العراق بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المعتزل عن السياسة مؤخراً، كاتب التقرير يرى من الصعب تشكيل حكومة اغلبيية شيعية اليوم بسبب اتساع الفجوة بين الكتل الشيعية الرئيسية المشاركة بالانتخابات التي تجمع على ابعاد المالكي عن السلطة. العراقيون بحاجة اليوم الى ظهور "زعيم" ذو دم جديد يمكنه ان ينقذ البلد من الانزلاق نحو الحرب الاهلية مرة اخرى.
 


* المقال نشرته شبكة CNN وترجمه احمد علاء