متسولة نفط في بلد النفط... حسين حبيب عباس

لم ارها و لم التق بها ولكني سمعت بها اخبرني عنها احد الاصدقاء , فتاة فقيرة من عائلة عفيفة في الحادية او الثانية عشرة من العمر ارسلها اهلها لكي )تتسول( نعم تتسول و لكن ليس مالا بل نفطا .. لان البرد قارص و ليس لدى اهلها ثمن شراء النفط و هي ذهبت قبيل الغروب تتسول .. تسأل الناس و لكن من ذا الذي سوف يتصدق بالنفط فهو عزيز .. و غال . غال جدا و ثمين الى ابعد الحدود في بلد يملك ثاني او ثالث احتياطي نفط في العالم .. و المؤلم في المشهد ان هناك صبية صغار كانوا يرشقونها بالحجارة من اجل التسلية و الضحك و السخرية ولكنها استمرت في اداء مهمتها حتى وصلت الى صاحبي .. الذي نادى على زوجته بان تقتسم ما عندهم من نفط مع المتسولة الصغيرة .. وقام صديقي بنهر

الاطفال و ابعادهم عنها حتى تصل و يصل النفط الى البيت بسلام.. و قال في نبرة حزينة و متسائلة . عندما تكبر هذه الطفلة هل سوف تتذكر رشقات الحجارة من اولئك الاطفال الذي يسخرون منها ام سوف تذكر مساعدتي و عطفي عليها ؟؟ اي المشهدين سوف

يبقى و ما مدى التأثير النفسي و الاجتماعي عليها في المستقبل .

حسين حبيب عباس