الإنتخابات العراقية.. مَلامِح أولِية

رغم ان نتائج الإنتخابات ، لم تُعلَن بعد .. لكن ( المَلامِح ) ظهرتْ من خلال الفرز والعَد الأولي الذي جرى في الثلاثين ساعة الماضية ، في مراكز ومحطات التصويت . وأدناه بعض الملاحظات :
* أثبتَ الشعب العراقي ، في إنتخابات 30/4/2014 ، وبعد أحد عشر سنة ، من سقوط النظام السابق ، وبعد عدة عمليات إنتخابات في 2005 و 2009 و2010 ، في ظل " العراق الجديد " ، أثبتَ ، بأنه لازالَ يحبو على طريق " الديمقراطية " ، وانه بحاجة الى المزيد من الوقت ، لكي يستوعب ويهضم ، ومن ثم يتمكن ، ان يُغّيِر واقعه التعيس ، من خلال صناديق الإقتراع ! .
* ظهرَ ، ان " المثقفين " و " النُخبة " و " اليساريين والليبراليين والعلمانيين والمتمدنين عموماً " ، ورغم انهم بذلوا جهوداً كبيرة ، قبل وخلال الإنتخابات ، فأنهم لم يستطيعوا ، فَرض أنفُسهم على الساحة بقوة ، ولا تغيير المُعادلة المشوَهة الجاثمة على العملية السياسية منذ 2003 . وذلك يعني ببساطة : " .. ان [ النوع ] هُنا ليس مُهما ولا حاسماً ، بل ان [ الكَم ] هو الأهَم ، فأُستاذ الجامعة له صوتٌ واحد وشخصٌ أمّي له صوتٌ واحد أيضاً " . والدليل ، انها المرة الاولى ، التي ينجح فيها المدنيون الديمقراطيون ، في تشكيل قائمة كبيرة موحَدة ، من الطَيف المدني المناهض ، لأحزاب الإسلام السياسي ، التي تُدير العراق منذ عشرة سنوات . قائمة رّشحتْ أكثر الشخصيات ثقافةً ونزاهةً وإخلاصاً ، من الجنسَين ، في بغداد وجميع المحافظات . تُشير الملامح الأولية ، انه رُبما يفوز من ( 4 – 10 ) من مُرشحي قائمة التحالف المدني الديمقراطي ، في عموم العراق .. وحتى لو فاز عشرة او أكثر ، فأنها نسبة قليلة جداً في الواقع ، وسط ذاك البحر ، من الطائفيين بأنواعهم ، والفاسدين وأنصاف المتعلمين ، الذين سوف يملؤون مقاعد مجلس النواب ! .
ان الإمكانيات المادية المتواضعة ، لقائمة التحالف المدني ، وإفتقارها الى وسائل إعلام مُؤثِرة وواسعة الإنتشار ، وإعتمادها على الناخب الواعي ، بعيداً عن العشائرية والطائفية المقيتة ، وتعّرُضها مُسبَقاً ، الى حملات شرسة ، من التسقيط السياسي وتشويه السُمعة ، وعدم وجود دعمٍ أقليمي لها .. كُل ذلك هو من ضمن الأسباب المنطقية والمتوقعة ، لهذه النتائج .
* ٍلكني أعتقد ، ان الأُمية الأبجدية والأُمية السياسية ، المتفشيتان في المجتمع العراقي بشكلٍ كبير ، وإرتهان معظم الناخبين ، لولاءات طائفية وعشائرية متخلفة ، هو السبب الرئيسي في حصول نفس الأحزاب الحاكمة المتنفذة ، رغم سوء أداءها خلال السنوات الماضية ، على الغالبية العظمى من المقاعد . 
* ينبغي على أطراف قائمة التحالف المدني الديمقراطي ، مَهما كانتْ نتائج الإنتخابات ، أن لايُفكروا بِحل القائمة ، بل بالعكس ، يجب إدامتها وتقويتها تدريجياً .. فتبقى هي الأمَل في إحداث تغيير في المرحلة القادمة . فحتى لو كان المدنيون الديمقراطيون ، 2% - 4% من مجموع أعضاء مجلس النواب ال 328 ، فبإمكانهم ان يكونوا مُعارضة فّعالة قوية ، لوحدهم ، او بالتنسيق مع أعضاء مدنيين مُبعثرين في القوائم الأخرى أيضاً .