لا احد ينكر ان العنجهية الامريكية المتعالية على الشعوب والتي استغلها اليمين المتطرف المتمثل بالمحافظين الجدد وشهوتهم العارمة للتسلط والتحكم بالشعوب الفقيرة والضعيفة على اعتبار العالم لعبة بأيديهم ... علما انهم يعتبرون انفسهم اللاعب الوحيد القادر بالتحكم بمقدرات العالم ولكن للاسف يثبت الواقع يوما بعد يوم انهم يدفعون العالم ( ولاسيما الثالث ) نحو هاوية من عدم الاستقرار والفوضى والتعصب الديني والقومي الدموي والى مزيد من الفقر والتخلف ...ويحسبون ان دولهم وشعوبهم في مأمن وبعيدين عن تاثيرات الفوضى الخلاقة وعدم الاستقرار وثورات ربيع الفقراء والعاطلين بين شعوبهم .. فالولايات المتحدة ( ارضا وشعبا ) والتي خرجت متعافية سالمة وباقل الخسائر الممكنة من الصراعات والحروب التي حدثت بالعالم بحكم كونها بعيدة ومعزولة عن العالم القديم المتمثل باوربا مما وفرت لها الامن والسلام وكل متطلبات التطور والرقي والتقدم والسلم والاستقرار ...وكان المفروض ان تستثمر هذه الميزة لخير البشرية واسعاد ورخاء الانسانية ( من خلال تخصيص الميزانيات الهائلة على السلاح والحروب وعسكرة الشعوب الى مساعدات انسانية كالدواء والغذاء ورفاهية الشعوب لكنا اليوم في عالم اخر ) ولكننا نجد ان الكثير من فلاسفة ومفكري العصر الحديث يدفع باتجاهات الشر والحقد والكراهية والاقتتال وافتعال خصومات وعداوات وهمية والمهم عندهم ارضاء رغبات مريضة وحقيرة في نفوس قلة قليلة من القادة والمفكرين ..... والغريب المحزن ...ان انسان شرير واحد لديه القدرة على ايذاء العشرات بل المئات والالوف من الناس الاخيار ..وان اردنا سوق الامثلة لسطرنا ملايين الامثلة عبر التاريخ .. ومن امثال هؤلاء ظهر في العقود الاخيرة الفرنسي المتصهين هنري برنارد ليفي ,,,والذي يشاع انه وراء ثورات الربيع العربي الاخيرة والتي دمرت دول وقتلت شعوب ..او من امثال بوش الاب والابن ...او امثال اليميني المتطرف السناتور الامريكي جون ماكين السيء الصيت والسمعة ... وهم يمثلون مصالح شركات السلاح والدواء والمخدرات والاتجار بالبشر ...فهؤلاء لايهمهم ان عاش اطفال افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية او ماتوا جوعا ومرضا ... المهم عندهم السيطرة على مصادر الطاقة مثلا والتي بواسطتها يتحكمون بمصير العالم باشعال الحروب واثارة الفتن بين الطوائف والاجناس للوصول الى هدف كسر ارادة الصمود عند الشعوب المستضعفة .. لو رجعنا الى ما بعد الحرب الثانية لوجدنا ان الولايات المتحدة الامريكية تقود دول الاستعمار القديم المتمثل باوربا الغربية لاعلان حرب باردة ضد الاتحاد السوفيتي المنادي بالفكر الاشتراكي المضاد للفكر الراسمالي ...علما ان الاثنان قاتلا جنبا الى جنب قوى العدو المشترك لهما وهو النازية ... وللانصاف والموضوعية التاريخية ان الخلل لم يكن في النظام الاشتراكي ولكن في القيادات البشرية التي حكمت الدول الاشتراكية التي اساءت للنظرية الاشتراكية واساءت الى شعوبها والى نفسها ايضا ....وبالنتيجة انهار النظام الاشتراكي بسبب خيانة قلة محدودة من القادة امثال غورباتشوف ويلتسن ومن لف لفهما ..ولاينكر الانتصار السريع الذي حققته الادارة الامريكية ضد عدوها التقليدي ...والغريب اليوم تساند اليوم النازيين الجدد في اوكرانيا ضد رفيق السلاح السابق .. وهنا وللاسف فبدلا من ان يوجه الانتصار الى نشر فكر المحبة والتسامح بين الشعوب ,,,وجه الى الحقد والكراهية .. فافتعلوا عدوا جديدا وهو الاسلام والمسلمين في العالم ووجهوا كل اسلحتهم المشروعة واللامشروعة ...الشريقة وغير الشريفة ضده ...وفعلا ايضا نجحوا في ذلك ... لان المسلم اليوم في مازق حقيقي حتى في دياره الاسلامية ...ولنسال انفسنا ما السبب وراء هذا الاندفاع المريض لتأجيج الكراهية والحقد ؟؟ وهل يمكن ان نوجه اللوم لكل الامريكان او كل الروس او كل الاسلام او كل اليهود والمسيحين ؟؟؟ بالتاكيد لا ..لاننا سنرتكب خطأ وظلم للخيرين من الشعوب .. ولكن وفي رايي الشخصي المتواضع اختصر الاجابة بمايلي :- 1 – الشر والخير عادة موجودان وبنسب متفاوته ويتصارعان في داخل كل انسان ... ولا يعتمد على الدين والوطن والهوية ... فيوجد امريكي يحب الخير كما يوجد امريكي يستقتل من اجل الشر ..فمارتن لوثر كنك مثلا مواطن امريكي وقاتله ايضا مواطن امريكي احدهم يدعوا للخير والثاني شرير وهذا ينطبق على الرئيس جون كنيدي وقاتله المجرم اوزوالد والامثلة بالملايين ... وهذه القاعدة تنطبق على الروسي والانكليزي وحتى الاسرائيلي فبعظهم اخيار ... 2 – التربية والبيئة فمن شب على شيء شاب عليه 3 – العامل الاقتصادي وهو العامل الاساسي في معاناة الشعوب كالفقر وهذا ما نلا حظه اليوم 4 – عدم السيطرة على الانجاب والانفجار السكاني ...وهذا يستند على وعي وثقافة الشعوب ..فالشعوب الواعية مسيطرة على الزيادة قكلما زاد عدد السكان ..قل الغذاء والوعي ..زاد الاندفاع بدون وعي نحو العنف .. بالسابق الحروب والامراض والكوارث الطبيعية كانت تحافظ على التوازن السكاني .بالعالم بشكل او اخر .. ولكن اليوم الزيادة السكانية تجاوزت حدود المقبول بالرغم من محاولات الصين و ما نلاحظه من فوضى وعدم الاستقرار على مستوى محصور داخل الدول الصغيرة مما دفع الدول الكبرى لاستغلالها لصالح مصالحها الجيوسياسية كاستغلال ظاهرة جوع الشعوب مثلا في افريقيا ...ومن يدفع الثمن هم فقراء هذه الشعوب كما يحدث بالعراق او سوريا وربما سيحل بالاوكراني مثلا ما حل بالسوري والعراقي والليبي ...اما النخب الحاكمة فهي كالعادة لاتتأئر كما يتأثر الفقراء .. اليوم الصراع في اوكرانيا لن يخرج عما ذكرته اعلاه من استراتيجية الصراع المستقبلي ... فما الاحتمالات الممكن وقوعها في المستقبل القريب والمتوسط والبعيد ...انني ارى ان الاصطدام قادم وحتما بين اليمين المتطرف الجشع في الولايات المتحدة الامريكية وبين الروس بقيادة الرئيس بوتن الذي ولد وترعرع في احضان الاتحاد السوفيتي الاشتراكي العظيم .. ويحلم بروسيا القوية كما كانت ..ومن حقه ذلك .. الروس وقفوا الى جانب الشعب السوري وقفة انسانية مشرفة والذي يخوض حرب شرسة ضد الارهاب العالمي المدفوع والممول والمسلح من قبل الامريكان والبريطانين وحلفاءهم في المنطقة .. ولولا روسيا لما تمكنوا من الصمود كما حدث للعراق وليبيا ومما ساعدهم للصمود لمدة اربع سنوات عجاف ..وهذا ما لن ولم تغفره الاداره الامريكية للروس ولبوتن بالذات ...فنصبت له فخ الربيع الاوكراني .... فثار فقراء وجياع الشعب الاوكراني ضد النظام القائم والموالي للروس .. ومما ساعد على ذلك هو كالعادة فساد الحكام ورئيس النظام الموالي لموسكو والذي تخلت عنه موسكو (وحسنا فعلت ) ولكنها لم تتخلى عن الشعب الاوكراني وعن مصالحها الجيوسياسية في اوكرانيا ... وساعد على ذلك التدخل الفاضح والعلني للادارة الامريكية حتى وصل بالناتور جون ماكين ان يشارك المتظاهرين في ساحة الاعتصام في كييف ...وكلنا نذكر كيف هرب الرئيس الاوكراني المنتخب وبتوجيه امريكي اوربي سيطر اليمين الاوكراني بانقلاب على السلطة وبدلا من ان تقوم الادارة الامركية بلجم النظام الجديد اذا بهم يشجعوه بعنجهيتهم المعتادة على التمادي والتحدي لروسيا وللروس الاوكرانين وخلال اليومين الماضيين ارتكب اليمين الخطأ القاتل عندما شجعوا الحكومة لاستخدام القوات المسلحة والجيش ضد شعبها ... انني اتوقع سيحدث مايلي اولا – ان يحس الالمان بالخطر الجدي وتدفع باتجاه الحلول السلمية واوربا العجوز في وقف الانهيار الامني الحاصل وتلبية واحترام حق سكان اوكرانيا الشرقية والجنوبية ..في تقرير مصيرهم ثانيا -- ايقاف اندفاع الادارة الامريكية نحو التصعيد والتهديد عن بعد ( والنار تحرق رجل واطيها ولا سيما الجيران ). وتعمل من اجل تهدأة النفوس ولاسيما وان الدماء قد سالت على الارض الاوكرانية ثالثا -- انني اعتقد ان القوات الروسية لن تتدخل بشكل مباشر وتكتسح اوكرانيا عسكريا ( الا اذا اضطرت وفق حساباتها الاستراتيجية ) لما يمثله من تهديد للسلم العالمي رابعا -- اتوقع ان القيادة الروسية ستساعد وبكل امكانياتها اهالي اوكرانيا لصد العدوان العسكري بالمال والسلاح والتدريب والاستخبارات والمساعدات اللوجستية لتحقيق الصمود والنصر ...وهنا سيحدث ما سيحدث اليوم في سوريا دمار وقتل وتشريد واستقطاب لكل انصار العنف في العالم وسيساعد على ذلك وجود مليون مسلم والاف اليهود ...هم من سكان اوكرانيا اضافة الى الاصل الروسي .. خامسا- عندها سينتقل الصراع من افغانستان والشرق الاوسط الى قلب اوربا ؟؟ فهل سيقبل الشعب الالماني والفرنسي والبريطاني بنشوب حرب في اوربا ... اكراما لامريكا او سكان (الجزر) البريطانية او اسرائيل ؟؟؟ لا اعتقد ذلك واول الضحايا ستسقط المستشارة ميركل ... وان نشب القتال فلا احد يستطيع ايقاف تمدده ... لان الحروب يسهل اشعالها ولكن من الصعوبة جدا اطفاءها ...لانه حتى في اوربا ينقسم الشعب الى غالبية عظمى من الفقراء ونخبة صغيرة جدا من الاغنياء...وكالعادة يبقى الفقراء هم الضحية وهم من يدفعون ثمن رعونة وجنون الاغنياء ... فهل سيدرك الادارة الامريكية وعقلاءها وانصار السلام في العالم ...لا اعتقد ذلك والا لوقفوا الى جانب الشعوب المظلومة واولها شعبنا العراقي ..ولن يكون اخرها الشعب الاوكراني المسكين ؟؟؟ فهل سيتعلم العرب والمسلمون والعراقيون بالذات من تجاربهم وتجارب الاخرين ويدفعون بالاذي بعيدا عن انفسهم ؟؟؟ لا اعتقد ذلك ..فالاغنياء لايدركون معاناة والم الفقراء والمحتاجين ... اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ....
|