لا يحصل وان الانتخابات ستجري على أساس قومي – عشائري – ديني- مذهبي – حزبي ... كما بينت ان القوائم التي ستتصدر الفوز في بغداد ووسط وجنوب العراق هي نفسها الفائزة في الدورة البرلمانية السابقة ( دولة القانون – المواطن – الأحرار) وبينت ان احدهما قد يحصل على 100 مقعد نيابي واقصد بها كتلة دولة القانون ... اليوم هذه الرؤية تحققت وفق المؤشرات الأولية التي وردت على لسان مراقبي الكيانات السياسية وقد تصدرت قوائم الفوز اغلب وجوه المرشحين من الدورات السابقة من المحسوبين على الأحزاب والكتل السياسية... الشعب العراقي زحف الى الانتخابات متحديا الارهاب المتوحش وقال كلمته بكل حرية وتجرد في صندوق الاقتراع وانتخب ممثليه بارادته وهذه النتائج التي بيناها تمثل واقع الحال بالكمال والتمام هذا الواقع يجب الاحتراف به والإذعان له سواء اتفق مع وجهة نظرنا ام خالفها ... اما عدم التغير في المنهج او الوجوه في هذه الانتخابات فهو يمثل أرادة شعبية حددتها اتجاهات ورغبات الناخبين بغض النظر عن صحتها من عدمه ... وان النتيجة التي افرزت هي لعبة ديمقراطية يجب قبولها... قد يقول احد ان العراقيتين لا يحسنون قواعد الاختيار الصحيح او أدوات التغير المنشود لذا لم يستطيعوا التغير نقول له هذا واقعنا الذي عشنا وتطبعنا عليه فهل يصح ان نغير شعب من اجل ان نحدد قواعد اختياراته؟ لان الشعب العراقي عنيد في رايه , عصي على من يريد ان يروضه , حر في تفكيره وقراره حتى للمرجعيات الدينية لا يستجب الا في توجهيات الامور العامة والخوط العريضة , اما التفاصيل الدقيقة والخيارات المتاحة فيعتبرها من مسؤوليته وكذلك المرجعية ترى ذلك لانها تقوم مقام الابوة وترى الكل دون تميز . ان اي كتلة فازت في الانتخابات مهما كان عدد أعضاءها يجب ان تحترم من قبل الصقور من السياسين لان هؤلاء جاءوا عبر صناديق الاقتراع بارادة شعبية وعدم احترامهم وتجاهل وجودهم هو عدم احترام الشعب العراقي وعدم احترام ارادته وخياراته كما ان الكتلة التي ستختار طريق المعارضة في البرلمان يجب ان تكون وطنية في توجها– صادقة في هدفها هو مصلحة الشعب لا مصلحة كتلتها او حزبها او طائفتها كما اعتدنا في الدورات السابقة . نعم لا تغير حصل وهذا لايرضي طموحنا ولكن المشاركة الواسعة والنسبة العالية للمقترعين كانت تمثل وجه جديد للتغير...حصول بعض الاحزاب العلمانية والشخصيات المستقلة والتكنوقراط على مقاعد في البرلملن القادم حتى وان كانت قليلة مؤشر جديد في التغير المنشود .
|