في يوم الصمت الانتخابي.. القاص احمد السعداوي يجعل العراق ينبض في قلب العالم.. استطلاع: حامد الحمراني

قد يكون التزامن بفوز القاص العراقي احمد السعداوي بجائزة البوكر العالمية بنسختها العربية الثلاثاء الماضي مع يوم الصمت الانتخابي الذي عاشه العراق قبل بدأ الانتخابات النيابية.. هو الذي جعل فوز روايته لحظة لا يمكن نسيانها في ذاكرة الثقافة العراقية ، ففي غمرة الترقب وحملات الاعلانات وصور المرشحين السياسيين والياس الذي يخيم على نفوس العراقيين بعد الاخفاقات التي ورثوها من دورتين انتخابيتين ، فاجأنا الشاب احمد السعداوي القادم من مدينة الصدر بفوز روايته “فرانكشتاين في بغداد” ليضعنا اما مشهد جديد وامل جديد وقراءة جديدة للثقافة العراقية فلطالما ظلت الرواية العراقية بعيدة عن الاضواء والمنافسات العالمية والعربية بالرغم من وجود روائيين كبار لدينا . استطلعنا مجموعة من النقاد والادباء والاعلاميين سواء في الداخل او خارج العراق حول ماذا يعني فوز السعداوي في ظل الظروف القاهرة التي نعيشها ؟ .
فقد قال الناقد والشاعر علي الفواز : لقد وضعنا فوز رواية احمد سعداوي(فرانكشتاين في بغداد) بجائزة البوكر العربية امام بروز حساسية روائية عراقية جديدة، وربما امام فصاحة سردية جديدة كما سماها الدكتور عبد الله ابراهيم، فضلا عن تعبيرها عن هوية جديدة للرواية بوصفها خروجا الى فضاء اكثر تمثلا لمحنة الانسان العراقي واغترابه الداخلي ازاء ارهاب السلطة والحرب والاحتلال، وانهيار صورة المدينة القديمة، اذ حملت روايته صورة للمدينة الضد والشخصية الضد، فهو تلمس عالم الجوانيات التي تنتهكها قوى الشر والعنف، وبما يضعنا امام نوع اخر من السرد الذي يصطنع له تاريخا قد يكون فعلا تاريخنا المتخيل...
واضاف الفواز في تصريح ل(خبر) : ان فوز احمد سعداوي هو فوز لهذه الحساسية الجديدة والمغامرة، وانطلاق للمجرى جديد، ولرؤية جديدة ستضعنا حتما عند افق لحياة ستكون السرديات العراقية متخيلها الاكثر اثارة والاكثر انحيازا لسؤالها الوجودي والانساني
من جانبه قال الناقد بشير حاجم :(الجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر")، انطلقت خلال العام 2008. عامذاك فاز بها المصري بهاء طاهر "، وكان ذا روايات ست، عن روايته (واحة الغروب). ثم توالى فائزون بها، ما بين العامين 2009ـ2013، ليس فيهم عراقيون! (المصري ـ أيضا! ـ يوسف زيدان " عن "عزازيل، 2009"/ السعودي ـ!!!ـ عبده خال عن "ترمي بشرر، 2010"/ المغربي محمد الأشعري عن "القوس والفراشة" + السعودية ـ!!!ـ رجاء عالم عن "طوق الحمام"، مناصفة "2011"/ اللبناني ربيع جابر عن "دروز بلغراد، 2012"/ الكويتي سعود السنعوسي عن "ساق البامبو، 2013")!!! أين روائيّونا العراقيون، سواء كانوا "داخليين" أم "خارجيين"، إذن؟ هكذا كنت، طيلة تلكم الأعوام الستة الماضية، أتساءل مندهشا ومستغربا ومتعجبا!!! ما كان، خلالها، يحزّ في "نقديتي"، وفي "نفسيتي" كذلك، أنني أعلنت عند العام 2009 "رأيا خطيرا": يهمني القول، هنا، بأن روايتنا، العراقية، منذ ثمانينيات القرن الماضي، حتى الآن، تتسيد جميع الروايات العربية، إجمالا، بما فيها الرواية المصرية (من على الغلاف الأخير لكتابي الأول: زمن الحكي .. زمن القص ـ تقنية الحوار في الرواية العراقية). لكنني ظللت متفائلا، على الرغم من ذلك "الحزّ"، سيما أن العام 2009، ذاته، قد شهد وصول روايتي علي بدر "حارس التبغ" للقائمة الطويلة وإنعام كجه جي "الحفيدة الأمريكية" للقائمة القصيرة. كذلك، مع الفارق النوعي، وصول روايتي علي بدر "ملوك الرمال" ومحسن الرملي "تمر الأصابع" للقائمة الطويلة في العام 2010. ما أرعبني بعده "نقديا"، و"نفسيا" كذلك، أن العام التالي له، أي 2011، لم يشهد وصول أية رواية عراقية حتى ولو للقائمة الطويلة!!! ربما خفف من "رعب" كذاك، بعض الشيء، وصول رواية حوراء النداوي "تحت سماء كوبنهاغن" للقائمة الطويلة في العام 2012! لكنْ خفف منه أكثر، بكثير، وصول روايتي محسن الرملي "حدائق الرئيس" للقائمة الطويلة وسنان أنطون "يا مريم" للقائمة القصيرة خلال العام الماضي "2013". ذلك العام، على الرغم من نأيها عن "أنطون" (بعد "كجه جي") عراقيا، بدوت أكثر تفاؤلا بمجيء الجائزة لعراقيّ، ما، خلال العام التالي له: 2014. ما زاد من تفاؤلي الأكثر هذا، هنا، أن قائمتها الطويلة، التي أعلنت في السابع من كانون الثاني "يناير"، قد ضمت روايات ثلاثا لعراقيين ثلاثة: عبدالخالق الركابي، 1946، ليل علي بابا الحزين/ إنعام كجه جي، 1952، طشّاري/ أحمد سعداوي، 1973، فرانكشتاين في بغداد. غير أن قائمة طويلة كهذه، ذات ست عشرة رواية، كانت "مرعبة"! ففيها، ممن "يرعبني" أنا على الأقل، كل من: الكويتي إسماعيل فهد اسماعيل، 1940، في حضرة العنقاء والخل الوفي/ المصري إبراهيم عبدالمجيد، 1946، الاسكندرية في غيمة/ الجزائري واسيني الأعرج، 1954، الذئب الذي نبت في البراري/ السوداني أمير تاج السر، 1960، 366!!! كنت "مراهنا" على اسم الركابي، قبالة هذه الأسماء "المرعبة"، سيما أنه ذو تجربة روائية طويلة، موازَنةً بها، تعود إلى العام 1977 (نافذة بسعة الحلم). لكنني، والحق أقول، لم أتفاجأ بعدم وصوله للقائمة القصيرة، التي أعلنت في العاشر من شباط "فبراير"، بعدما علمت أن اسماعيل وعبدالمجيد والأعرج وتاج السر، فضلا عن: اللبناني أنطوان الدويهي، 1948، حامل الوردة الأرجوانية/ الأردني إبراهيم نصرالله، 1954، شرفة الهاوية، لم يصلوا إليها أيضا!!! في التاسع عشر من آذار "مارس"، تحديدا، بعدما استقرأت "القائمة القصيرة"، ذات الروايات الست، أعلنت أن بوكر "العربية" عراقية، موصيا (تفاءلوا بالجائزة تجدوها لـ"سعداوي" أو "كجه جي")، هكذا: كنت خلال العام 2009، حيث كتابي الأول (زمن الحكي .. زمن القص ـ تقنية الحوار في الرواية العراقية)، قد أكدت أن "روايتنا، العراقية، منذ ثمانينيات القرن الماضي، حتى الآن، تتسيد جميع الروايات العربية، إجمالا، بما فيها الرواية المصرية".. آخر مصاديق ذلك التأكيد، الذي سأظل مصرا عليه، وصول روايتي أحمد سعداوي "فرانكشتاين في بغداد" وإنعام كجه جي "طشّاري" إلى القائمة القصيرة لجائزة "البوكر" العربية "2014".. ثمة روايات عربية أربع أخَر، مع هاتين الروايتين العراقيتين، وصلت للقائمة هذه، ذاتها، هي: "الفيل الأزرق" للمصري أحمد مراد "1978"/ "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" للسوري خالد خليفة "1964"/ "طائر أزرق نادر يحلق معي" للمغربي يوسف فاضل "1949"/ "تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية" للمغربي عبدالرحيم لحبيبي "1950".. أيْ أن وجود روايتين عراقيتين: إحداهما من "الداخل" وأخراهما من "الخارج"، دون المبالاة بالروايات: السورية/ المصرية/ المغربية، يستأهل، فنيا لا "عاطفيا"، أن يجعل من البوكر "العربية" لعامنا هذا "عراقية".. ما أقوله هنا، الآن، ليس "نبوءة"، ربما تُكذًّب كما النبوءات السابقة، بل "بديهية" نقدية، علمية وعملية، مبتداها ومنتهاها، معا، أن فوز رواية "سعداوي" أو رواية "كجه جي"، بـ"بوكر 2014"، لن يفاجئني، أبدا أبدا، مؤمنا بالحكمة القائلة (تفاءلوا بالجائزة تجدوها لـ"سعداوي" أو "كجه جي").
واضاف حاجم في حديث خص به (خبر) : أعترف، أنني كنت حتى قبيل بضع ساعات من إعلان فوزه، في التاسع والعشرين من نيسان "أبريل" الماضي، كلاعب "بوكر": قلبي على يدي!!! لكن الأصحّ، في المقابل، أنني كنت متأكدا من أن "فرانكشتاينه"، وهو "في بغداد"، لن يخيّب "نقديتي"! الأهم، من كل هذا، أن روايتنا، العراقية، بـ"فرانكشتاين في بغداد"، حصرا حتى الآن، ستظل متسيدة لجميع الروايات العربية، بما فيها المصرية والسورية والمغربية، عاما كاملا، لحين "بوكر 2015"، في الأقل!!!
الى ذلك قال الشاعر هادي الحسيني وهو مغترب مقيم في النيرويج : ان فوز سعداوي انتصار كبير للادب العراقي // لعل فوز الروائي العراقي احمد سعدواي بجائزة البوكر العالمية مؤخراً يعد انجازا كبيرا ومهما ، فلطالما ظلت الرواية العراقية بعيدة عن الاضواء والمنافسات العالمية والعربية بالرغم من وجود روائيين كبار لدينا مثل عبد الخالق الركابي واحمد خلف ومن قبلهم وبعدهم الكثير من الروائيين المهمين ، فكانت فترة الحصار والحروب قد اسهمت بشكل كبير بعدم انتشار الرواية العراقية ، لكن بفوز سعداوي في البوكر جعل من الرواية العراقية ان تتقدم خطوات كثيرة نحو التعريف بجهدها الابداعي الرائع على مدى سنوات طويلة ، لقد قرأت رواية فرانكشتاين في بغداد لاحمد سعدواي وكانت تحمل رسالة قيمة للارهاب والارهابيين في فترة سوداء مرت على العراق ايام الحرب الطائفية التي اشعلها تجار الموت ! كان البناء السردي داخل فرانكشتاين رائعا وتسلسل الاحداث مربوط بخيوط الموت التي تفجرها السيارات المفخخة ، وحجم واعداد الموتى وتناثر اشلاءهم في السوارع والساحات العامة ، كان منظرا مرعبا ، ولعل الحبكة الروائية عند سعداوي هي انه وظف هادي العتاك ليلملماجزاء الضحايا ويجعل منها ( الشسمه ) ليعود هذا الشسمه وينتقم من القتلة ! رواية مهمة كنت اتوقع لها الفوز بعد صعودها الى القائمة القصيرة ، احمد سعداوي استطاع ان يحصل بهذا الانجاز الادبي على مكانة رفيعة داخل الخارطة الروائية العربية وبعد ترجمة فرانكشتاين سيذهب الى العالمية ، انه منجز كبير يحسب للادب العراقي الذي دائما يضخ بالدماء الجديدة في ساحة المبدعين ، فرانكشتاين في بغداد هي رواية عام 2014 بدون منازع عربيا ....
الشاعر والاعلامي احمد البياتي قال : حال سماعي نبأ فوز القاص والروائي احمد سعداوي بجائزة البوكر لعام 2014 عن روايته فرانكشتاين في بغداد كتبت له الرسالة التالية ، صباح الخير يامبدع عاشت ايدك ، عفيه عليك سجلت اعظم انجاز للعراق والعراقيين وخصوصا نبأ فوزك تزامن مع موعد الانتخابات بالتوفيق والنجاح الدائم ، انه عرس ثقافي عراقي بحت فهذا الفوز انما كان حدا فاصلا لكل من ينظر الى المثقف العراقي انه قد كسر او قيد نظر للظروف التي يمر بها البلد وما كان من السعداوي الا ان يمشتق حسامه ويقطع كل الفواصل والقيود ويزيح كل العوائق والمطبات ليثبت للعالم اجمع ان الاديب العراقي قادر وبثقة متناهية ان يصنع الابداع ويشيع الفرح والجمال فكانت روايته التي حملت الوجع والهم العراقي هي الرد الحاسم لجميع من استهان بقدرات وامكانات وثقافة الادباء العراقيين ، قالها بقوة وثبات راسخ هذا هو ابداعنا فهل انتم قادرون على الاتيان بمثله ، نعم والف نعم كان واثق الخطى ومقتدرا ومكينا وثقته لاتحدها حدود حين اشترك في هذه المسابقة ولعلني لااكون مبالغا انا كنت من المتوقعين لفوزها على اقل تقدير بالمرتبة الثانية لما فيها من روي جميل وجمل رائعة وتصوير سردي في قمة البراعة ، نعم وكما قال زملاء اخرون حين اشيع خبر فوزه انه كان فألا حسنا للتغيير الذي طالما انتظره العراقيون على احر من الجمر لقد كان سعداوي المفتاح لهذا التغيير اذ رفع اسم العراق عاليا ، مبارك لجميع ادباء العراق فوز ابنهم البار احمد سعداوي انه فرح دائم ، وكيف لا وعلي السومري صديقي الجميل حين برّ بوعده ورقص في احد شوارع مدينة الصدر والذي نشره عبر فيديو مصور على الفيس بوك ، نعم انه الاقتدار والشموخ والإباء العراقي ، مرحى لك ياعراق بابنك البار سعداوي ومرحى لكم ادباء العراق بهذا الانجاز وشكرا لك من اعماق القلب حبيبي وصديقي سعداوي على هذا الفرح الذي نشرته على ارواحنا المتعطشة لاخبار الانتصار لنغادر حياة الإنكسار. 
الكاتب والصحفي عبد الساده جبار يقول : حققت الثقافة العراقية نصرا عالميا جديدا بفوز رواية ( فرانكشتاين في بغداد ) للكاتب والشاعر احمد سعداوي بجائزة البوكر –النسخة العربية ، وهو دليل آخر لقدرة الثقافة العراقية لان تحقق نجاحا مميزا رغم الظروف الصعبة التي يمر بها المثقفون وسعداوي كاتب وشاعر وأعلامي من جيل الشباب الذي يبشر بقدرات ثقافية مميزة ستضيف للثقافة العراقية لونا جديدا من الادب يتسم بالتجديد في البناء الفني وطرح همومه الواقعية الراهنة ، تمكن سعداوي من ان يوظف الفكرة الفانتازية لرواية ( فرانكشتاين) للكاتبة البريطانية ماري شيلي والصادرة عام 1818في روايته باسلوب قاصدا من خلاله تحقيق الانتقام ممن سبب في قتل العراقيين بالاعمال الارهابية جاعلا المعادل لبطل الرواية الاصلية (فرانكشتاين ) هو هادي العتاك الذي صنع مخلوقا من اجساد اصناف من العراقيين المغدورين ،الرواية تستعرض الواقعه السياسي والاعلامي وتتوغل ايضا في تفاصيل الحياة اليومية والشعبية للعراقيين ..الرواية تعتبر بحق وثيقة تاريخية وفنية مدهشة .
اما الشاعر ريسان الخزعلي فقد كتب في صفحته العنكبوتية : ان فرانكشتاين في بغداد ولكن احمد سعداوي في قلب العالم ، فقبل ساعة من اعلان النتائج اكملت قراءة روايته العظيمة، وسعادتي الان ان السعداوي اسعد العراق.. وكتب الخزعلي رسالته الى السعداوي قائلا : لقد كنت ساردا بارعاً وفلتة من فلتات العراق الابداعية من كلكامش الى اخر هامش يخطه صبي عراقي على جدار الوطن...والقادم اكبر...مع حبي وحبي ياسعداوي السومري .
الاعلامي والكاتب يحي لفته من جهته بيقول : العراقي مهندسا يصنع ويبتكر ويبني وتذاع شهرته وتتجاوز الافاق ؛وطبيبا ادخل طمأنينة في نفس مريض هنا او في مكان ما في العالم كونه عالما متمرسا وخبيرا في مهنته؛او فنانا يرسم لوحة الحياة او يشدو بقصيدة شعرية على اختلاف اصنافها عامودية اوشعبية او يؤدي اغنية او طقطوقة موسيقية ليطرب نفوسا هنا وهناك؛او كاتبا يكتب ليبهر المتلقي بافكاره سواءا كانت سياسية او فنية اومجتمعية عبر كتاب او مسرحية او فيلما سينمائيا .وعلى مر الزمان تعرض بلدنا لاغفاءات وانكسارات غير انه لم يغفو ولو للحظه ولم يتراخى في منح ابداعاته زخما واغناء حضارته التي بدات به واشرقت على الانسانية جمعاء.فقد تزور يوما بريطانيا او امريكا او المانيا او اي بلد اوربي نحتذي به الان كعرب و نفاجا ان لمسة عراقية دخلت فيه في جميع مجالات التقدم . حتى ان مقياس الثقة هذا لدى المواطن العربي والاجنبي في الكفاءات العراقيه يكاد يكون اكثر ارتفاعا عن غيره . والمفاجآت في الابداع العراقي كثيرة , فقد ينسى العراقيون مآسي المت بهم وما زالت لكنهم لن ينسوا فوزا رياضيا سواء اسيويا او عربيا او عالميا او اختيار كاظم الساهر كشخصية فنية عربية متنوعة او اشتعال عاطفة لبنانية او مغربية او حتى اجنبية مع ما شدى به سعدون جابر وقبله ناظم الغزالي او ظهور زها حديد كمهندسة معمارية على صفحات المجلات العالمية كمبتكرة لجسر عملاق او ناطحة سحاب او نبوغ كاتب ساخر يسعد القراء بقفشاته كالكاتب والاعلامي حامد الحمراني في تحفته رونك سايد الذي جعلني من خلالها اتصوره برنارد شو العراقي. اما احمد السعداوي الذي نال جائزة البوكر العالمية للرواية العربية عن رواية (بغداد فرنكشتاين) في العام 2014 فقد اسعدنى جدا وتذكرت فيه صورة مبدعينا ايام الحصار الثقافي والاقتصادي الذي خيم على العراق بعد مغامرات صدام الانتحارية. فانا العبد الفقير لا تسعدني حديقة غناء مليئة بالزهور تحيط بها البساتين المثمرة بقدر ما يسعدني مشاهدة تفتح زهرة وردية وسط ركام الحجارة العطش الى الماء. اسعدني احمد السعداوي مبدعا فرض ابداع العراق المثقل بالجراحات والبؤس على دوحة مترامية الاطراف بفنه وصنعته وكلماته التي نطقت بالواقع الذي يعيشه ويعيشه معه كل العراقيين . . فهذا العراق . . عراق الحضارة الذي علم الانسانية الكتابة وبقي مبدعا رغم الجراحات سيبقى طاقة ابداع متجددة و ذلك لان الابداع يسري بدماء ابناءه طوبى لبلد و طوبى الشعب لا يستكين للضياع و يبقى متفردا في عنفوانه وجبروته.
الكاتب علي عبيد من كربلاء يقول : العراقيون اذكياء مبدعون يقاومون العنف بالابداع يقاتلون بالقلم والكلمة والفن .. لهذا سيبقى العراق لاخوف عليه من احد أبدا أبدا وكل من يحلم بتدمير العراق سوف يرتد على اعقابه.
واضاف : فوز العراق بجائزة البوكر لاحمد سعداوي رسالة ابداعية اخرى من العراقيين لكل من يحلم ويتوهم انه قادر على تفتيت العراق او ابتلاعه.. هو العراق الذي قاوم ويقاوم كل الكبوات وينهض ممتشقا حسام الابداع. 
الاستاذ محمد حسن من المغرب وهو من المتابعين للمشهد الثقافي العراقي يقول : لقد تابعت اغلب ما قيل عن الروائي احمد السعداوي بعد فوز روايته في بوكر النسخة العربية وان كل ما قيل من وجهة نظري تختزل وتنيل من تاريخ عريق للثقافة العراقية التي ملئت العالم بالثقافة والشعر والجمال.. وكان بعض التعليقات تشير الى ان العراقيين اول مرة يصلون لهذا المستوى الثقافي فهذا ليس جديد... فالعراقي دائما في القمة شاعرا واديبا وصحافيا ومنهم من وصلو للعالمية بيشتغلوا في وكالات معروفة.
واضاف : انا شخصيا كان لي وجهة نظر تقول ان المصريين اوقفوا التخريب باعتمادهم على الجيش بمساندة الاعلام المصري ، وان العراق سيقف على قدميه من خلال شخصياته وتاريخه الثقافي والابداعي ومساندة الاعلام المحايد الوطني الرصين وهو ما يعول عليه ليس العراقيين فحسب وانما الوطن العربي برمته .
واوضح اما عبارة المطالبة باستقبال السعداوي كالملوك .. قال : ومن يكون الملوك حتى يتم استقباله مثلهم هو اشتغل ليل نهار بجهده ماسلب حق اخر بل اضاف للاخرين شيئا.. اما الملوك فهم عصابات قذرة نهبت ماليس لها ظلما وبهتانا..