شكرا مؤيد اللامي |
أراقب بقلق وأنا في بلاد المهجر حيث الحنين الى وطني وأبناء شعبي ،مايجري في هذا البلد الحضاري العريق من توترات وإحتقان على خلفية مشاكل سياسية ومطالبات تعلو بها أصوات الناس هنا وهناك. وأشعر بالأسى والرغبة بفعل شئ يجعلني أطمئن الى الدور الذي يتوجب علي فعله في هذه المرحلة الحساسة ،وهو الدور الذي يترتب على الجميع فعله من المواطنين ونخب البلاد من الأكاديميين والمثقفين والكتاب والصحفيين . وأكثر ماسرني بالأمس قيام نقابة الصحفيين العراقيين بفعالية كبرى في المسرح الوطني الحبيب وسط الغالية بغداد تحت شعار جميل دعا الى وحدة العراق وكرامة البلاد وشعبها .ودعا إليه نقيب الصحفيين العراقيين الزميل والأخ مؤيد اللامي بجهد حثيث وتواصل مع الصحفيين وفروع النقابة في كل محافظات العراق العزيزة فإختلط صوت الأصالة من الأنبار وحتى ميسان ومن الموصل الى السماوة فكانت الراية العراقية المرفرفة تزهو وتعلو بأيد العراقيين الشجعان الذين رددوا أجمل الشعارات الوطنية والهتافات التي دعت الى تعميق أواصر المحبة والتسامح والترفع عن الدنايا والقرب من بعض والشعور بأعلى درجات المسؤولية التي ينتظرها المواطنون المخلصون لتكون حاضرة في المشهد ولتوقف سيل الإحتقان الذي يريد له البعض أن يكون عرمرما ويمضي ليجرف معه البناء والعمران والحضارة والفكر والمجد الرافديني الممتد على مدى ثمانية آلاف سنة كاملة من عمر الحضارة الإنسانية التي تعمقت جذورها في بلاد العراق وإمتدت عميقا في الأرض ثم فاضت على البشرية جمعاء. كان الإحتفال المبهج الذي أطرته كلمة الأخ النقيب تعبيرا عن الرغبة الكامنة لدى قطاعات المثقفين العراقيين ليعلنوا رفضهم لكل أشكال الإحتقان والتصعيد السياسي غير المحسوب والدعوة الى التسامح والنظر بوعي لحاجات الناس ومعاناتهم دون تسويف أو مماطلة ودون تسويق إعلامي ،حيث إنتخى أبناء الأسرة الصحفية من كل المحافظات العراقية يحملون راية الله أكبر ويدخلوا بغداد مهللين للوحدة وللتسامح والمحبة رافضين لكل صوت غير صوت العراق الواحد الموحد وقد مثلوا كل أطياف الشعب العراقي وقومياته ومدنه وقراه فكان صوت أبناء الجنوب يغني بأسماء أبناء الغربية ،وصوت الموصل يعانق برفيفه الأخاذ مويجات شط العرب في مساءات العشق الأزلي . شكرا للنقيب مؤيد اللامي الذي تحرك بسرعة وجمع الزملاء على الحب والأخوة وطلب إليهم أن يقولوا كلمتهم وقد لبوا النداء وصرخوا به وهم مؤمنون بأنه سيصل الى مداه وسوف يصم آذان الحاقدين والشامتين بالعراق وشعبه ،وضرب مثلا في التعبير عن روح المسؤولية حيث أكد أن المنصب ليس الكرسي والبحث عن منفعة ما ،بل هو النزول الى الشارع والحديث مع الناس ومعرفة مالذي يدور وإتخاذ التدابير التي تنفع الوطن والمواطن وتحمي مستقبل الأجيال القادمة ،وكانت رسالته بليغة الى الجميع ليقوموا بدورهم لكي ينصفهم التاريخ فهو لن يرحم من خان وطنه وتاجر بمستقبل شعبه. |