سطوع وأفول نجم الإمبراطوريات

إن العلاقة بين الحاكم والمحكوم قائمة منذ نشأة الخليفة وذلك لحاجة طبيعة الإنسان لها، وتطور فكر البشرية كان كفيلاً في استحداث أنماط عديدة لها، غلب على بعضها علاقة سليمة كالأنظمة التي تعترف بحقوق شعوبها مع استبيان واجباتها، او غير سليمة كأغلب الأنظمة المتعالية على رعيتها
العلاقة بين الطرفين يحدده ظوابط عديدة كالعقلية السائدة في المجتمع أو مدى قابلية ذلك المجتمع على تقبل أنماط العلاقة المتعددة، فهنالك مجتمعات تحاول قدر المستطاع الوصول الى الرقي في التعامل بين الأطراف في ذلك المجال ولذا نرى وصولهم الى القدر المقبول من التشخيص والتنظيم، في حين باتت هذه الأمور مستعصية على الأخريات
أياً كانت تلك العلاقة، فإن التاريخ القديم أو المعاصر منه قد أحاطنا بشئ من العلم لبعض تلك الأنظمة والحكومات إبتداء من تاريخ حاجة الإنسان اليها، حال البشرية كحال السفينة التي بحاجة الى ربان لتصل الى بر الأمان، إن توجيه السفينة بدون ربان صعب وحتى بتعدد..الربابين أو الربابن.. يكون التوجيه أصعب
عودة الى التأريخ نفسه الذي ذكر لنا وسوف يذكر للأقوام اللاحقة عن وصول بعض الانظمة الى حكم قد تخطى حدودها، أنظمة استقوت بضعف الآخرين وطغت وكانت النتيجة السيطرة على مقدرات الدول الأخرى لتكون امبراطوريات لا حدود لها، وفي أغلب الأحيان وصلت تلك الأنظمة الى أن تكون سبباً في مصائر الظلم، رغم كل تلك المظالم إلا أن البعض منها قد تركت وراءها نوعاً من التقبل وذلك عن طريق نشر ثقافاتهم االفكرية والفنية وبعض القوانين التي نطبقها لحد يومنا هذا، يمكن القول بأن الحنين اليها تأتت من البصمات الأيجابية التى تركوها لنا عدى الامبراطورية العثمانية المريضة التي تركت إرثاً غير محمودة
إن سطوع و أفول نجم الإمبراطوريات شي يحاكي طبيعتنا التي تتغير بإستمرار، ولذا نرى التي كانت لها سطوتها حين من الدهر قد إضمحلت وتلاشت كي تأتي الأخرى لتحل محلها، لرؤية هذا التغيير لا نحتاج الى نظارات طبية، هاهو وضوح أفول نجم الامبراطورية الأميركية وأعوانها قد لاحت في الافق لتنهض روسيا والصين والهند ودول البرويكا، في حين إن باكستان كان لها أن تنهض من جديد لولا تبعيتها لدول الخليج العربي والنظام السعودي بالذات
إن الأحداث الأخيرة في مختلف السوح سارعت بشكل كبير في هذا الإتجاه، والتي أدت الى تشكل محاور جديدة على الساحة، محاور تقليدية أستهلكت ويتم تبديل الأجزاء المعطوبة فيها لتواكب ما تبقى لها من مشوار، وأخرى تشكلت وعرفت كيف تبني نفسها على حطام الآخرين.