بالكاد تخلصت بمركبتي من المخلفات الحديدية والأطر الحديدة المحطمة التي تناثرت على جانبي الطريق السريع، بقيادة متعرجة تليق أكثر بمدينة الألعاب أكثر منها لطريق المرور العام أكملت طريقي حتى وصلت الى مكان عملي.
هذه هو واقع طرقنا بعد أن أنتهى السباق المحموم الى مجلس النواب، وجلس البعض ليأخذ استراحة المحراب وأستمر الاخر في اللقاءات والاجتماعات بعد أن بزغت بشائر الخير في وصوله الى المجلس العتيد كما أنزوى الكثير من المتسابقين بعد أن تيقنوا من خسارتهم للمقاعد والامتيازات.
لم يلتفت الكثير ولم يهتم لبينات المفوضية العامة للانتخابات التي سبقت عملية الانتخاب أو اثنائها، أن أستثنينا تلك المتعلقة بالاستبعاد أو الغرامة وتلك التي لم تظهر في انتظار النتائج النهائية.
اما فيما يخص تلك الإعلانات التي تحث المرشحين على الالتزام بجمالية المدينة وشروط الدعاية الانتخابية وعدم تشويه الجزرات الوسطية فتلك التي أهملت.
كما أهمل الكثير من المرشحين تنظيف ورفع مخلفات تلك الحملات التي شوهت صورة المدينة، وألبستها غير حلتها فأمتزج الكثير من دماء الأبرياء الذين سقطوا بالعمليات الإرهابية بالألوان الزاهية للحملات الانتخابية.
هذا هو الواقع سادتي، وليس هذا الا جزء بسيط من تلك المصيبة الأكبر التي، فاجأتني حين التقيت بأحد المعارف الذين انتخبوا وجاهروا بانتخابهم لنفس الشخصيات، مخالفين اصوات وقرارات المرجعية التي نادت بالتغير وأوضحت رأيها بكل جلاء، كما حرمت انتخاب ممن إساؤا الى الشعب العراقي.
لم يكن حديثنا طويلا حين سألته، عن خياره وكيف أنه خالف المرجعية، أجابني بكل برود: انا مستفاد، (والي فتهمته) أن المرجعية لم تحرم، بل أنها حملتني مسؤوليتي تجاه صوتي، وأنا حر به.
سألته ولكنك قد تكون الحقت ضررا بمستقبل العراق بشكل خطير.
: المهم أني مستفاد و (.... بالأخرين).
هذه هي الصورة الحقيقية التي يجب ان يراها المواطن العراقي الأصيل لبعض الناخبين ولبعض المرشحين، انا لا أتهم لكنها الحقيقة المرة.