مسيحيون يتهمون منظمات عالمية بـ«تهجيرهم» من العراق بالتواطؤ مع سماسرة ومسلحين

وكالات: قال مواطن عراقي مسيحي ان منظمات عالمية تعمل تحت غطاء تقديم المساعدة الانسانية تسهم في تشجيع هجرة العراقيين المسيحيين من البلد بالتعاون مع مجموعات مسلحة وسماسرة عقارات. 

وقال طوني حنا، من بغداد، ان قبل ايام غادرت من مطار بغداد 11 عائلة مسيحية تاركة البلد بحجة تعرضهم للاضطهاد المتواصل. واضاف ان هناك معلومات على ان التغطية المالية لكلفة هجرة المسيحيين من العراق تستقطع من الاموال العراقية العامة، مرجحا علم السلطات العراقية بهذا الامر.

وقال ان منظمة RCI، وهي كندية الجنسية، تتولى ادارة جهود افراغ العراق من مواطنيه المسيحيين، كما ان كلاما يدور عن تواطؤ منضمات "انسانية" عالمية مع سماسرة عقارات ومجاميع مسلحة لتوفير خدمات لها مثل الضغط على عائلات مسيحية لبيع بيوتها في بغداد ومحافظات اخرى.

ويتابع ان منظمات "تقدم المغريات للمسيحيين العراقيين، من عمل وسكن وحياة رغيدة، لكن بعد 6 شهور يجد المهاجر المسيحي ان الدعم قد اختفى والمجتمع مختلف جذريا والحياة صعبة" في البلد المضيف.

ودعا المتحدث السلطات العراقية المختصة الى اجراء تحقيق جدي وعاجل بشان هذه المعلومات.

لكن مصدرا من منطقة ببغداد، حيث يسكن عدد من المسيحيين، قال ان هناك "عملية تهجير منظمة فعلا"، لكنه رجح حسب رايه "تورط دلالين بالتعاون مع مجموعات مسلحة تمارس الضغط على العائلات من اجل بيع بيوتها ومغادرة العراق".

وقال مصدر ان منظمة الامم المتحدة ايضا متواطئة في عملية الهجرة المنظمة.

شمعون عطران قال ان ما يزعم انها منظمة كندية "هي رأس المشكلة".

وقال انها اسهمت كثيرا بتشجيع هجرة المسيحيين. واضاف ان "حين وصول المهاجر يخصص مبلغ الف و200 دولار لكل فرد، ثم يخصص له مبلغا معينا لمدة 8 أشهر فقط".

وقال ان المسيحيين العراقيين صاروا الان مشتيين بين بلدان العالم ولم يجتمعوا في بلد واحد.

اما ستيف الياس من سورية فقال ان "نفس السيناريو يحدث بسورية لكن الكنيسة اكتشفت بالصدفة مخططا فرنسيا ـ سعوديا لتهجير المسيحيين من سورية".

وقال ان "الكنيسة اتصلت بالحكومة السورية ونبهتهم الى رفض اصدار جواز سفر لاي مسيحي"، مؤكدا ان "هذا بقرار من جميع كنائس سورية وجميع الطوائف المسيحية في سورية".

وكان اعلى شخصية كنسية في العراق قال في وقت سابق من الشهر الماضي ان تضاؤل عدد المسيحيين يضع المجتمع المسيحي في العراق بمواجهة "كارثة"، واذا لم يتخذ أي اجراء مناسب فان عددهم سينخفض الى بضعة الاف في غضون عقد من الزمان.

وقال بطريارك الكلدان لويس ساكو ان هجرة المسيحيين اليومية من العراق "مرعبة" ملقيا باللائمة على عوامل عدة، من بينها الوضع الامني المتردي عموما في البلد وتزايد التطرف الديني تشددا.

وتدنى عدد الطائفة المسيحية في العراق الى اقل من 400 الف مسيحي في عموم البلد، بعدما كان عددهم يتجاوز المليون.

وقال ساكو ان "هجرة المسيحيين اليومية من العراق مرعبة ومثيرة جدا للقلق."

واوضح ساكو ان "الكنيسة تواجه كارثة، واذا استمر الوضع على هذا المسار، فان اعدادنا في السنوات العشر المقبلة لن تكون اكثر من بضعة الاف".

والقى ساكو باللائمة على الوضع الامني المتردي والتطرف الديني، واشار الى التهديدات بالقتل التي تستهدف المسيحيين والاستيلاء القسري على ممتلكاتهم بيد عصابات مسلحة يبدو انهم عناصر في ميليشيات قوية.

كما كرر ساكو الانتقادات الموجهة الى "الدول الغربية التي تشجع على هجرة المسيحيين".

وعلى الرغم من ان المسيحيين في العراق لم يعودوا مستهدفين بنحو صريح كما كان عليه الحال في اعقاب الغزو في العام 2003 بقيادة الولايات المتحدة، الا انهم الان من بين المجتمعات التي تعاني من تصاعد اعمال العنف التي شهدتها البلد مؤخرا في مناطق عدة.

وفضلا عن اعمال القتل، يجد المسيحيون انفسهم ضعافا امام ضغط مجموعات مسلحة، حيث تنقل منظمات مجتمع مدني عراقية عن ان عددا من البيوت التي يملكها مسيحيون قد تم الاستيلاء عليها قسرا.

وعلى الرغم من ان الاخرين من غير المسيحيين قد عانوا من المصير نفسه، الا ان المسيحيين قد تعرضوا للاستهداف بنسب متفاوتة لاسباب تتصل بالسياسة العشائرية، وكذلك بسبب ارتفاع عدد الذين فروا منهم.

إذ لأن المسيحيين ليس لديهم ارتباطات عشائرية بالشكل الذي عليه ارتباطات العرب المسلمين في ما بينهم، فانهم قلما يلجاون لحل النزاعات خارج النظام القضائي العراقي، الذي كثيرا ما يتعرض لانتقادات بالفساد والخضوع الى التلاعب.

وكانت دول الاتحاد الاوروبي اعربت رسميا في العام 2008 عن استعدادها لاستقبال نحو مئة الف لاجئ من العراقيين المسيحيين.