مفاتيح التغيير..

خمدت نيران الحرب الانتخابية الضروس, وخرست الالسن الطويلة والقصيرة منها ,الا بعض من همهمة التمني وايماءات البحث عن شركاء يوفرون الحد الادنى من الاطماع ,الشعب من جهته رمى بأحلامه الصادقة في صناديق الاقتراع وتحدى الارهاب للمرة الثالثة وخرج لينتخب ويحدد مصيره والحكومة القادمة بصرف النظر عن طرق تشكيلها وقد كان بمستوى الحدث رغم انوف المتذمرين والمشككين والمخادعين, ولم يكن لاحد عليه سلطان الا من خانته الشجاعة منهم وهو يقف امام ضميره واستمارة الانتخاب او رضخ لفتوى او تهديد او يمين من قبيل "عليك العباس انتخبني " ونسي وسط الارباك والتطبيل الدعائي بكل انواعه واجبه الاخلاقي والوطني تجاه العراق وشعبه, فمواقف البعض ترتكز بالدرجة الاولى على العاطفة وتركن اليها بقوة !!


لذا نجد صعوبة كبيرة بالتقدم خطوات مهمة الى الامام وعادة مايرافق جميع هذه الاحداث عزف شيطاني منفرد او جماعي لامراء الطائفية واساطينها, يدفع الاخر بالضرورة الى التخندق, كرد فعل سلبي , لتتمخض عنه حالة نفورعام وعدم ثقة بين ابناء الوطن بل وحتى بين ابناء المذهب الواحد.

ولكن التحولات مستمرة وفاعلة , ربما بشكل وئيد ومقلق احياناً , لكنها لم ولن تتوقف لان آليات التغيير باتت الان بيد الشعب ,اي انه يمتلك مفاتيح القدرة على التغيير, وهذا لعمري منجز راسخ لايقل اهمية عن منجز اسقاط البعث الفاشي نفسه !!, فما قبلناه في انتخابات 2005 لم نقبله في الانتخابات اللاحقة ومن حصل على اصوات كثير في انتخابات 2010 رغم ماشاب النتائج من شكوك وريبة, لم يحصل هذه المرة على شي يذكر, اذن هناك حيوية واضحة وبارزة في التغيرات والتحولات في مزاج الناخب العراقي والقدرة على قراءة الواقع بدقة , وهذا هو حجر الزاوية في بناء المستقبل السياسي للبلاد .

وكي نصل الى الديمقراطية الحقيقية او المثالية,علينا التمسك بالانتخابات بقوة وان ندافع عنها بشراسة مهما حصل ومهما رافقها من تعثر او اخفاقات ,فلن يكون بديلها بأفضل منها ,لانها طوق النجاة الوحيد في خضم الصراعات السياسية والاقتصادية سوى على المستوى المحلي او الاقليمي والعالمي ,هذا من جهة ومن جهة اخرى ستكون هي ركننا الحصين الذي نأوي اليه عند الشدائد ,والمعْول العظيم الذي سيهشم اي جهة او حزب يحاول اعادة عقارب الساعة الى الوراء بالكذب وصناعة الازمات والبكاء على الماضي الاسود .

وسيركل الشعب بادواته التي تمنحها الحرية والديمقراطية له كل من يتسلق باسماء لامعة وشعارات صاخبة او يحاول النيل منه ومن حقوقه المشروعة في العيش بسلام واستقرار,لاننا بحاجة في هذه الفترة العصيبة تحديداً لرجال اقوياء وامناء يأخذون بيد العراق لبر الامان, وليس من يتقنون البكاء والعويل فحسب لغاية في نفس يعقوب!!

ــ من يعتقد بان الشعب جاهل لانه لم يمنحه الثقة , فليأخذ حكمته المتعفنة ويذهب بها الى الجحيم