مناضل داود ...يناضل من اجل انبعاث المسرح العراقي
برز بعد سقوط النظام الشمولي في العراق عدد من الفنانين العاملين من اجل استعادة امجاد المسرح العراقي في الستينيات والسبعينيات،وليحلوا محل الفنانين المسرحيين الذين هاجروا من العراق في سنوات القمع والحروب. وعاد الى العراق في اوائل عام 2008 الممثل والمخرج المسرحي مناضل داود الذي كان يعمل في سورية والكويت ولبنان ليشارك في نهضة المسرح العراقي الذي تنبأ الكثيرون بعد سنوات الاحتلال الامريكي في عام 2003 بموت المسرح والسينما والثقافة عموما في العراق بسبب حالة الفوضى والانفلات الامني. ويبدو ان مناضل يصر بالرغم من كل شئ على " تحقيق مسرح عراقي والانتقال الى العالمية". وشارك في عدد من الاعمال التلفزيونية واخرج مسرحية "هنا بغداد" في عام 2009 على خشبة المسرح الوطني. وأثار العرض جدلا في الاوساط الثقافية اذ تناول الدسائس السياسية في عهد النظام الدكتاتوري في العراق. وقال المخرج نفسه عن هذا العرض:" اردت ان أقدم عرضا عراقيا لأننا الآن في احوج وقت نحتاج فيه للدفاع عن الشخصية العراقية التي تكاد تمحى بسبب الصراعات السياسية التي غيبت بوعي منها او بدون وعي شخصية العراقي امثال المربي والعالم طه باقر. لقد كان هذا الانسان رمز المعلم في المسرحية. وحينما اشتغلت في ورشة العمل مع اصدقائي الممثلين سألوني ما هو رمز شخصية المعلم فقلت لهم انه العالم العراقي طه باقر الذي كان يمثل الرمز الصافي والشفاف للشخصية العراقية". وبعد ذلك قدم مناضل داود مسرحية " مخفر الشرطة القديم " من تأليفه واخراجه. وفي اواخر آذار/مارس 2012 قدم على خشبة المسرح الوطني في يوم المسرح العالمي عرض مسرحية " روميو وجوليت في بغداد" المقتبسة عن تراجيديا شكسبير الشهيرة والتي ستعرض لاحقا في مهرجان ستراتفورد المسرحي.واستبدل مناضل داود في المسرحية عائلتي روميو وجوليت بعائلتين عراقيتين تنتميان الى طائفتين مختلفتين في العقيدة. وتقود الخلافات والتعصب الديني الى معارضتهما لزواج شاب من هذه العائلة بشابة من عائلة أخرى. لكنهما يقرران مع ذلك الزواج سرا بالرغم من معارضة اهليهما . وفي ختام المسرحية يلقيان حتفهما في انفجار ارهابي في احدى كنائس بغداد. وشارك في العرض عدد من الفنانين الشباب والمخضرمين. ولد مناضل داود في بغداد في عام 1960 ودرس في السبعينيات في قسم التمثيل في معهد الفنون الجميلة. وغادر العراق في فترة الحرب وتنقل بين دمشق والقاهرة والكويت وطهران حيث كان له حضور دائم على خشبات المسرح هناك. وفي عام 1996 الى سانكت – بطرسبورغ حيث إلتحق بالاكاديمية المسرحية وناقش اطروحة الدكتوراه في عام 1999 بعنوان " مسرح التعزية في العراق" بإشراف الاستاذ فاسيلي فيتسوفيتش . وقد تشبع بانجازات المسرح الروسي العريق وتابع المستجدات فيه . وفيما بعد نشر الاطروحة في كتاب صدر عن "دار المدى" في بغداد. ومنذ ذلك الحين شارك في العديد من اللقاءات والمهرجانات المسرحية العربية والعالمية.