انتهى الفصل الاول و المهزلة الانتخابية مازالت مستمرة

السيد المالكي.. مبروك لك الجولة الاولى! لقد فزت و حصلت على اكبر عدد من الاصوات و نواب للبرلمان القادم في اغنى علمية انتخابات تجري في بلد كبلدنا. لكن تمهل.. و لا تستعجل! فليس بالضرورة ان من اقتنص اكبر عدد من الاصوات يعني انه فاز.
قبلك صاحب الذكر علاوي الذي اصيب بالكئابة اليوم كونه قد فاز باكبر عدد من النواب في الانتخابات السابقة لكنه مسح يده بالارض و لم يحصل على شئ فاضطر الى الاعتكاف و ترك اجتماعات البرلمان طيلة اربعة اعوام و وفق هذه الصورة لم يعني انك الفائز و انما يمكن ان نقول انك تقدمت في الجولة الاولى اي (الفصل الاول من المسرحية الهزلية التي تمثل فيها) و ما عليك الا انتظار رأي المروجين الحقيقين لديمقراطية العم سام ليوضحوا رايهم فعند جهينة الخبر اليقين و انت سيد العارفين. هؤلاء من خلف الستار سيرتبون و يدبلجون و ربما يضربون اخماساً باسداس و لا يجمعون. و في عصارة قناعات عقولهم و تجاربهم التي اكتسبوها ان لديهم اكثر من سبب و سبب فقد تكون سيدي رئيساً لوزراء العراق للمرة الثالثة او قد لا تكون سوى مجرد عضو كتلة برلمانية و انت حر فقد تخلق النكد في ان تجرع خصومك ذات السم الذي جرعوك به طيلة سنوات رئاستك لمجلس الوزراء.
ابتداءاً الفصل الثاني من المسرحية الهزلية قد بدأ و بدأت الاعتراضات و الاحتجاجات قبل ظهور النتائج على كل شئ و اي شئ يرافقها صراخ و نواح و عويل الذي سيملأ عباب السماء من كثرة المعترضين فمنهم المتحسر الباكي على ضياع ماله الذي تبخر امام عينيه و منهم من يندب حضه العاثر كمن خسر كل ماله و ما ملك على حصان لم يفز في مضمار سباق الخيل و كان يحلم بالربح الكبير الذي سيعوض به و منهم من توسم خيراً و انفق مالاً يسيل من اجله اللعاب و البعض الاخر علّه يحصل ان فاز مرشحه من خلاله على مقاولات ضخمة لا يعرف كيف يديرها او تجاره لا يدري ما انواعها لتعوض خسارته و تحقق له فائض ربح و اخرون و اخرون الى اخر مدى.
التوجه بالاعتراضات و طرقها و اسبابها و اهدافها كثيرة منها الحقيقية و منها المفتعله و غير الواقعيه تبدأ عند المفوضيه كونها تضع و تحدد الخطوط الخضر و الحمر و الصفر تناقش بعضها و تترك و تتجاهل البعض الاخر لكنها تتعدى عن لوني الابيض و الاسود كونهما من اختصاص المشرفين القاعدين خلف الستار كما قلنا و ربما عبر البحار و ربما يكونون قرب ذلك في المنطقة الخضراء سيدي المالكي و انت تعرف مكانهم فهؤلاء يؤشرون و يعطوك النتيجة للجولة الثانية دون ان تتعرف عليهم او ترى وجوههم و انما تسمع منهم النتيجة الحاسمة فقط ممن خولوا بالتصريح فان رشحوا غيرك بعد ان رتبوا له بعض التخريجات و المبررات حتى يكون كل شئ طبيعي كما برروها لك في الانتخابات البرلمانية السابقة فاياك ان تعترض سيدي فان لديهم اكثر من سبب و سبب يبرر اختيار غيرك و هي كثيرة و ما عليك سوى ان تعرف فقط  و هذا يعني ان فلمك قد احترق لان العملية برمتها عبارة عن فبركة و ان بدعة الديمقراطية الا صورة يتم رسمها و ضرب تحت الحزام فلا تفرح ان قالوا لك مبروك فانت الفائز للمرة الثلاثون و ليس الثالثة فقط و لا تحزن لانك سيد العارفين و قد تعلمت و عرفت فن اللعبة.
اما انا فلا افضل ان ارى صورتك او اسمع اسمك و انا صاحب قضية و لست مستعداً للانتظار اربع سوات اخرى انتظر المنقذ الكبير فعزرائيل واقف قرب باب غرفة نومي و اني لمنتظره..