لا ينفع فرعون أيمانه بعد غرقه.. |
بعد أن رأى فرعون بعينه عقوبة الكفر والطغيان لم ينفعه أيمانه بعد فوات الآوان . وما أنهيار الأنظمة الفاسدة والمستبدة في كل أنحاء العالم ألا دليل من الآيات التي تؤكد أن كثير من الفراعنة الذين أدركهم الغرق أعلنوا (أيمانهم) بعد فوات الآوان بفساد منهجهم لتدارك الأمور ولكن هذا لا ينقذهم من القدر المحتوم الذي ينتظرهم . أن أعلان الأيمان نفاقا والحديث عن الأصلاح دون ذكر المسبب في الفساد وممارسة الكذب على الشعب . في العراق الكثير من الفراعنة يكابرون حتى بعد ظهور الطوفان من حولهم . كما كان شأن طاغية رومانيا (نيكولاي تشاوتشيسكو)الذي توهم أن المنادين بسقوطه يهتفون بحياته فطفق يلوح لهم بيده حتى أدركه قدره . حكومتنا العراقية صنفت نفسها حتى الآن في صفوف من لم يؤمن بالآيات كما لم تؤمن بالمشاهدة .فرئيس الحكومة تحدث عن المتظاهرين ووصفهم (فقاعات) ولكن في الحقيقة المتظاهرين جعلوا من الحكومة فقاعات في كل يوم تنفجر. قد يكون أنصار الحكومة على حق بأن الأحتجاجات والأعتصامات الشعبية لم تبلغ مرحلة الخطر بعد ولعل السبب يتمثل في هوية وأسلوب من يقودونها وخيبة الشعب في المعارضة .ولكن من المكابرة أن لم يكن خداع الذات أن تزعم الحكومة أن الشعب يؤيدها ويصطف وراء قرارتها وأنها منتخبة من الجماهير وليس هناك محاصصه أن غالبية الشعب العراقي لا يعرف بالتحديد هوية من يحكم البلد هل تدار الدولة من الخارج أم من الداخل وهل القرار عراقي أم ماذا؟ فرغم كثرة حديث المسؤولين في الدولة عن مصارحة الشعب بالحقيقة ألا أن آليات الحكم لا تزال مجهولة الهوية ولا تزال صراعات الحكم لا لمصالح الشعب. |