بريطانيا تخير العراقيين بين "الديكتاتورية" أو "الفوضى"



 

بغداد ــ أستخدم نوري المالكي مرة أخرى النهج الصدامي البعثي في بناء ديكتاتوريته السياسية والحزبية في حكم بلاد الرافدين، في صورة تعكس التشابه الكبير بينهما في بناء الديكتاتورية السياسية الحاكمة المدعومة بالحزب الواحد، ما يؤكد صراحة أن الداعم الرئيسي لهما هو واحد وهي بريطانيا التي كانت قد صنعت صدام حسين وكبرته وصنعت له ديكتاتورية سياسية واسعة ذات الحزب الواحد قبل أن يكتمل مخططها لتقلب عليه الطاولة وتدفع به نحو الإعدام. وهي اليوم (بريطانيا) تعيد صناعة ديكتاتوري آخر بملابس حزبية دينية من خلال المالكي.

فالمالكي وفي آخر تصريحاته المستفزة خير الشعب العراقي بين حكمه الديكتاتوري وبين الفوضى والدمار الذي سيعم العراق في حال تم أستهدافه أو الإنقلاب على حكمه، وهو للمفارقة نفس الأسلوب الذي أستخدمه صدام حسين عندما خير العراقيين أيضا بين حكمه وتدمير البلد.

المالكي قال في تصريحات إعلامية خلال حفل ديني لحزبه المتفرع من حزب التحرير السلفي ان الدكتاتورية افضل من الانهيار والفوضى، موضحا أن "الفوضى أسوأ بكثير من الديكتاتورية لأنها تستغل من أمراء الحرب لتنفيذ اغراضهم". وهدد العراقيين بالقول إن "الشعوب العربية فرحت بسقوط دكتاتوريات مصر وليبيا وتونس، إلا أن الفوضى أعقبت ذلك". وهي إشارة إلى أن تنامي التظاهرات المنادية بالإطاحة به ستخلق فوضى في البلاد.

وأعترف المالكي في تلك التصريحات أن الطائفية عادت إلى البلاد مرة أخرى وهي ربما تكاد تكون المرة الأولى التي يؤكد فيها المالكي أن الطائفية منتشرة في البلاد، حيث كان يصر على أن الطائفية أنتهت من البلاد ولن تعود اليها مرة أخرى، إلا أنه قال في تصريحاته "لقد أنهينا الطائفية بعد المجهود الحثيث لكنها على ما يبدو ظهرت من جديد".

ويرى المحلل السياسي فالح محمد امين ان تصريحات المالكي تدخل في إطار صراعه المستميت على البقاء في الحكم بعد أن تمكن خصومه السياسيين من سحب بساط الحكم من تحت قدميه، بالتحرك في أروقة البرلمان العراقي لإقرار قانون تحديد الرئاسات الثلاث في البلاد بدورتين فقط، والذي يعد من القرارات التي وضعت بشكل مباشرة لمنع وصول المالكي لولاية جديدة.

وقال أمين أن المالكي يعمل منذ فترة تمتد لما قبل أنتهاء ولايته الأولى على بناء ديكتاتوريته في الحكم والترويج لحزب الدعوة السلفي على أنه الحزب الحاكم وربما الوحيد في البلاد، حيث تمكن المالكي ومع وصوله إلى الولاية الثانية على إكمال سيطرته على أجهزة الأمن العراقية بعد أن قضى على السلسلة الرسمية للقيادة، ونقل مكتب قائد قوات الأمن إلى مكتبه، وأنشأ مراكز قيادة بالمحافظات يقودها ضباط عينهم بنفسه، ومن الموالين لحزبه الحاكم بمباركة بريطانية ايرانية امريكية مشتركة.

وتابع أن "قوات العمليات الخاصة العراقية، والتي توصف بأنها الأفضل في الشرق الأوسط أصبحت حرسا إمبراطوريا يطلق عليه اسم فدائيي المالكي". في صورة مشابهة لما كان يطلق عليهم "فدائيي صدام"، ونفس الأمر ينبطق على أجهزة الإستخبارات وجهاز القضاء الذي أصبح العوبة طائعة بيد حزب الدعوة.

وتوقع فالح محمد أمين أن تعمد بريطانيا على إشعال حرائق التفجيرات والتردي الأمني في العراق في الأيام والأسابيع المقبلة لتقول للشعب العراقي أنه هذا ما سيكون عليه وضعكم في حال رفضتهم ديكتاتوريتنا، مشيرا إلى أن (المالكي) سيعمل أيضا على أستهداف القيادات السياسية والحزبية والعشائرية المناوئة له، من أجل إشعال الشارع العراقي وتفجيره في إطار صراعه المستميت لتنفيذ المخطط الصهيوني الذي يهدف إلى تفتيت وتمزيق العراق ونهب خيراته للبقاء في الحكم.