عندما تكون هناك أرضاً ومجتمعاً خصباً للشائعات , وقلة مصادر الحقيقة والمعلومة الصحيحة نعيش وضعاً يعتمد بالأساس على الخوف وزراعة الرهبة بين الناس وصولاً لفقدان ألأمن والاستقرار. كل تلك الحالات تجد لها وجود وثبات عندما يكون أهم عنصر مفقود في السياق ألامني , إلا وهو ( العمل ألاستخباري). فالعمل ألاستخباري يعتمد على توظيف أشخاص يقومون بنقل معلومات غير معلنة . وتلك المعلومات تخضع للتدقيق والدراسة وبعدها تُقسم إلى عدة أقسام حسب المعطيات أو التبعية للمعلومة .أي وضع كل معلومة في خانتها الخاصة والمجال الذي تدور فيه. ثم تشكل خلايا مهمتها المتابعة والتدقيق للوصول إلى (الحكم الأخير), بأعتبارها معلومة مؤكدة يتوجب بعدها وضع خطة محكمة للتحرك وفق تلك المعطيات. وما يترتب من معلومات قد لا تكون ذات أهمية, هي الأخرى لا يمكن إغفالها. ولكن توضع في قسم المتابعة المستمرة من اجل الوصول لنهايات لها , أو اعتبارها مجرد (معلومات لا تحمل صيغة السرية وبهذا الحال لا يمكن الاعتماد عليها واتخاذها مصدراً لأي تحرك أخر) , هذه ألأمور تعتمد على السرعة واستغلال الوقت .لكون المعلومة مهما كانت سوف تمر بمرحلة متغيرات عديدة . وفق الجهة التي تريد العمل والتحرك , وبالأخص الجهات ألإرهابية أو الإجرامية أو أي طرفٍ أخر يعمل خارج أطار القانون . السرعة والتنفيذ الصحيح والدراسة والتدقيق. كل تلك ألأمور تساهم في وضع حدٍ للكثير من حالات الخروقات ألأمنية . وتقسم المعلومة وفق الآلية التي تُطرح من خلالها . وهناك عدة أقسام أهمها :. 1: المعلومة النصية : وهي التي تعتمد على النصوص المكتوبة أو الكلمات أو بعض ألأساليب الأخرى , مثلاً استخدام (رموز كتابية) كشفرة بين المرسل والمستقبل . يُراد من خلالها الوصول لمرحلة التضليل للآخرين أو للجهات التي قد تكون لها وجود ومراقبة على تلك المعلومة. 2: المعلومة الرقمية : التي تعتمد بالأساس على ألأرقام والرموز الرياضية , من حيث طرح أو أيجاد أشياء تحددها تلك الأرقام والرموز للعمل المراد أن تقوم به الجهات ألإرهابية . مثلاً عدد السيارات المستخدمة أو الأسلحة أو حتى عدد المناطق التي سوف يتم التعرض لها . وعدد الأشخاص بصورة جماعية أو فردية . 3: المعلومة المصورة : هي تلك التي توضع في إطار (الصور) التي قد يتم التقاطها للمواقع المراد استهدافها. وبالأخص المواقع الحساسة والعسكرية منها أو حتى تلك التي تعتبر مكاناً مميزاً من حيث وجود تجمهر للناس . 4: المعلومة البيانية : تلك التي تعتمد على المتغيرات التي قد تطرأ على أي خطة يتم وضعها للتحرك . وهذا التغيير يصاحب العمل صعوداً أو نزولاُ وفق المعطيات أو المتغيرات التي قد تصل حدا ألغاء الكثير من التحركات أو تحديثها , وفق ما يتم رسمه من قاعدة بيانات محددة . والعراق اليوم يمر بالكثير من حالات بروز للخروقات الأمنية الواضحة والمتنوعة. حتى وصل لبعض المناطق الحساسة أو ذات الصلة بالهيكلة العامة لمنظومته الأمنية. والأسباب قد تكون واضحة للجميع ولعل أبرزها:. 1: عدم الاهتمام بالمعلومة . والذي يصل حد ألإهمال. ومن ثم نشاهد بروز لتلك المعلومة بعد وقوع الحدث أو الهجوم أو الخرق ألامني . 2: الافتقار للخبرات . الخبرات والجهد البشري والفكري من أهم أسس العمل ألاستخباري . فمتى ما وجدت تلك الأمور وفق الطرح الحديث وتشخيص الأصلح , وزجهم في دورات متطورة ودراسات حديثة . عندها سوف نؤسس للقاعدة التي من الممكن الانطلاق منها نحو بناء قوى وسليم . 3: التداخل السياسي والحزبي : العمل ألاستخباري , لا يفترض بكل الأحوال أن يكون خاضعاً لأي جهة سياسية أو حزبية , لأنه يختص ويهتم بأمن البلاد والناس وليس المسميات الأخرى . وان أي تداخل سوف يخلق شرخاً من خلاله تذهب كل الجهود والقدرات في أدراج الرياح . ونمنح الجهات الإرهابية أو التخريبية ممراً أمناً للوصول وتحقيق غاياتها . 4: التطور العلمي والتكنولوجي: لغاية ألان يلاحظ عدم الاستفادة من التطورات العلمية الحديثة في مجال الاتصالات والإنترنت وغيرها . لكونها تسهل وتحقق أرضية مناسبة لجميع المعلومة وحتى التأكد منها. وحتى وان كان هناك اهتمام فسوف يكون بعيداً عن المستوى المنشود والمطلوب. وهناك أمور أخرى عديدة وكثرة كلها تعمل وتصب في خدمة العمل ألاستخباري . تم إهمالها مع مرور الوقت حتى أصبح الوضع بحاجة لتصحيح كبير ومتابعة جريئة وسريعة. بدل الوصول لمرحلة لا نستطيع من خلالها العودة للوراء والتصحيح .فالعراق يملك كل الأسس من حيث الموارد البشرية والثروات والقدرة على دعم عمل تلك المنظومة , وفق الأسس العالمية الحديثة . فكل معلومة مهما كانت بسيطة لدى الآخرين, قد تكون سبباُ في كارثة للناس والعراق . وهنا واجب الجهات المختصة العمل بها ودعمها والمباشرة بتوسيع أرضيه العمل الأمني وألاستخباراتي لما فيه مصلحة للوطن والشعب . سلامات يا عراق .. اخ منك يالساني |