سفير الادب التركماني الشهيد محمد مهدي بيات في ذمة الخلود |
في يوم دامي آخر طلت على مدينتي الجريحة طوزخورماتو وهي التي لم رأت يوما فرحاً واستقراراً وأماناً بعد سقوط النظام البائد عام 2003م في كل مرة تسلب منّـا آثار الفرح والبسمة على وجوهنا وتأخذ منـّا الأخيار من الأصدقاء والأحباب وتهدم فيها البيوت وتيتم الاطفال والأرامل ويستهدف الفقراء في أماكن عامة يجتمع فيها الناس ، وهذه المرة في حسينية سيد الشهداء اياد ملطخة بالدماء وقلوب مليئة بالحقد والكراهية اغتالت وتغتال يومياً خيرة رجالات التركمان في العراق من الشباب والشيوخ ومن الشخصيات الثقافية والاجتماعية والسياسية وهذه المرة أخذت منّـا الاديب والكاتب والشاعر وسفير الثقافة التركمانية (محمد مهدي بيات) ومعه العشرات من الارواح البريئة نتيجة انفجار حزام ناسف في وسط مجلس عزاء الذي اقيم لشاب تركماني الذي استشهد قبلهم بيومين نتيجة اغتياله بأيدي الإرهابيين والحاقدين للمدينة وأهلها حصيلتها اكثر من 30 شهيدا و80 جريحاً..!! فـوالله قلمي يعجز عن الكتابة عنك وعن فضائلك ايها الصديق العزيز وأيها الاب الناصح والمعلم ألبار ، ماذا أقول وكيف أصفك ومن أين أبدأ ..! أأقول كنت شخصاً ورعاً ومخلصاً وصادقاً .. أم أقول كنت شخصاً غيوراً ومخلصاً لوطنك .. أم أقول كنت معلماً ومدرساً وأباً ناصحاً للأجيال .. أم أقول كنت شاعراً وأديباً وكاتباً وسفيراً للأدب والثقافة التركمانية .. أنت خسارة لكل الضمائر الحية النابضة بالوطنية والتآخي والصفاء والنقاء .. رحلت عنّـا فأنت حي في قلوبنـا وستبقى نبراساً تنيرا درب الأجيال بنور قلمك وثمار ثقافتك وآثار مؤلفاتك ودواوينك .. ولد الشهيد في طوزخورماتو عام 1952 وأكمل دراسته الجامعية في كلية الاداب جامعة بغداد 1975م ، ثم أكمل دبلوم في الادارة العامه العالية من كلية العلوم السياسية - جامعة بلكنت BiLKENT عام 2003م ، وقد عمل في سلك التعليم مدرسا لفترة ثم تعرض للملاحقة وفصل من وظيفته ابان عهد النظام البائد . وهو شاعرٌ وأديبٌ تركماني وكان ولها بالأدب والشعر العراقي وقد قدم العديد من شعراء العراق وكتب عنهم وعن سيرتهم الذاتية كنسيمي البغدادي ، الشاعر الكبير فضولي البغدادي ، صفاء خلوصي ، مصطفى جمال الدين ، معروف الرصافي، محمد حسين شهريار وآخرون.. له مشاركات عديدة في المهرجانات الثقافية والمؤتمرات والندوات الأدبية والفنية في العراق وتركيا وأذربيجان وإيران ، و كان سفيرا للأدب والثقافة التركمانية العراقية في هذه المحافل .. لديه عضوية في العديد من الاتحادات مثل اتحاد الادباء التركمان والاتحاد العام لأدباء العراق والاتحاد الادباء العرب والاتحاد العام للكتاب في اذربيجان واوراسيا وغيرها من الاتحادات والجمعيات في داخل وخارج العراق.. حيث نال الشهيد شهادات تقديرية وأوسمة ابداعية كثيرة من داخل وخارج العراق وخاصة من الدول الناطقة بالتركية نتيجة مشاركاته الأدبية الفاعلة عن الثقافة والأدب التركماني والعراقي .. وله دواوين عديدة منها (ملحمة الحياة ) وكتب قيمة والمئات من المقالات في الصحف والمجلات العراقية والأجنبية .. وأخيرا أختمها بمقطع من مشاعرك الوطنية للـ "وطن" التي اتذكرها وأنت سطرت لها شعرا وخاطبتها .. لي وطن اينما كنت هناك وطني وكأني احمله على كتفي نشيد اردده اينما حللت انشطر قلبي الى نصفين .... كتفاحة حمراء نصف اودعته لأهلي وأطفالي جريحا ... مضرجا بدمه ونصف حملته معي، كعصفور مهيض الجناح الى حيث امضي.. سلاما على روحك الطيب أيها الصديق يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً..
مهدي سعدون مختاراوغلو ناشط شبابي تركماني |