ولاء نوري السعيد لمن؟؟

 

نوري السعيد اعتلى كرسي رئاسة الحكومة 14 مرة في العهد الملكي ولا موجب لسرد انجازاته رغم تباينها ...جاء ومعه نخبة من (الشباب الثائرضد دولة بني عثمان المحتضرة) بصحبة الملك فيصل الاول المطرود من الحجاز ومن ثم من سوريه.. لقمع غضب العراقيين المنتفضين (ثورة العشرين الدينية والعشائرية) ..
جاءت بهم بريطانيا لتشكيل الدولة العراقية الخارجة من فكي الاحتلال العثماني لتسقط في فم الحوت (بريطانيا العظمى( الملك والشباب الوافد معه من خارج العراق رسموا سياسة الحكم وفق ما اراده المحتل وما من شأنه ضمان مصالح المحتل.. بعد انتهاء وزارات عبد الحمن النقيب الثلاث برز دور نوري السعيد كمهندس ومنفذ لكل الاتفاقيات التي تحفظ حق المحتل وتهدر حقوق البلد ... في 1930 تسيد السعيد على منصة القرار وحتى مصرعه 1958.. كان واضحا في ولائه للمحتل تحت مظلة حماية حقوق الوطن والشعب..هكذا اعتقاده..
انتصر للاقطاع واستعبد المزارعين.. ونتج عن ذلك هجرة واسعة من الريف الى العاصمه بغداد والمدن الرئيسة طلبا للعمل والرزق ... وقف ضد الحريات السياسية وكمم الاعلام والصحافة واعتبر كل وطني شيوعيا!! .. رسخ مبدأ المكيافيليه ضد خصومه . ومعارضيه واعدم العقداء الاربعة بعد انقلاب اطاح بحكومة رشيد عالي الكيلاني.1941 وأعدم فهد وعدد من اعضاء الحزب الشيوعي العراقي ... جر العراق الى حلف بغيض (حلف بغداد ) وغض طرفه عن رفض الشعب الانجراروراء ما يريده المحتل وعزز اجهزة الامن لردع المعارضين له ولبريطانيا .. 
ابتعد بالعراق عن مفهوم انتمائه العروبي مما رفع رصيد محبي عبد الناصر في العراق فأجج الحس القومي العروبي فيهم .. حارب اعلاميا حركات التحرر في الوطن العربي ... انتهج مسلك الملك فيصل الاول في فرز فئه معينه من الشعب واولاها الامور المصيريه ورسم سياسة البلد... ونكاية بالوحدة بين مصر وسوريه اعلن عن( اتحاد هاشمي (هش يجمع بين الاردن والعراق من دون دراسة متأنيه... وليس في صالح العراق.. واطيح بهذا الاتحاد يوم 14تموز 1958م كان اتحادا بألأسم فقط وانتهاء الفترة الملكية التي ولدت من رحم المحتل البريطاني .. ولقي نوري السعيد مصيرا لم يكن يتوقعه اذ قتل في الشارع يوم 15تموز1958م ولم يكتف الغاضبون بموته وحسب بل سحلوا جثته وطافوا بها شوارع بغداد.. وكانت الاسرة الملكيه قد لاقت مصيرها برصاص الجيش المقتحم لقصري الزهور والرحاب.. كان الانتقام من العهد الملكي ورجاله ينتقص الرحمة والعدل .. اذ تمت تصفية الخصوم ارتجالا وانصياعا لمشاعر القهر والاستعباد والاستبعاد...
نوري السعيد كان يرى بريطانيا الحامي الصادق لمصالح العراق .. كان مؤثرا في ادارة شؤون العراق سواء كان رئيسا للحكومة وزيرا فيها او خارجها .. معظم القرارات المصيريه كانت بتوقيعه او ايعاز منه .. وكان خصمه اللدود الوصي على العرش عبد الاله كانا يتنافسان على كسب رضا المحتل كان ذكيا في التخلص والتملص عند الازمات ...في الامور المعقدة يترك الوزارة ويختار من يرغب بالبروز ... ليكون في الواجهة فينجوهو من المساءلة ويتحملها الرئيس الجديد ...
نوري السعيد السياسة تسري بدمه فلم يكن مكترثا بالمظاهر او الثروة .. كان يقطن في دار حكومي تابع لادارة السكك في الصالحية ثم انتقل الى قصر زوجته ..في كرادة مريم .. وشاهدت بنفسي كيف سرق الغاضبون محتويات البيت .. لم يكن مثل قصور حكامنا الذين تعاقبوا على نهش العراق من بعد الفترة الملكية ... 
لم يكن في العراق من يثنيه عما يعتقد ... بريطانيا الحضن العطوف الضامن لحق العراق ... كان هذا اعتقاده.. وراح الى ربه بعد ان ثبت هو وفيصل الاول شكل ادارة الحكم لصالح فئة (الطبقة المثقفة الواعيه) وغضا الطرف عن باقي المكونات الاجتماعيه والسياسيه والقوميه .. واعتبرا الشريحة الاكبرمن ابناء الوطن الواحد هي الغالبية الجاهله (أقرأ مذكرة فيصل الاول !!!!!!!!!!!! التي نشرها مؤرخ العراق السيد عبد الرزاق الحسني والمؤرخ مجيد خدوري وحنا بطاطو والزبيدي وغيرهم)... 
السعيد واجه على مر الزمن خصومه السياسين وانتصر عليهم وجابه رجال الدين في فرض المعاهدات البريطانيه المرفوضة شعبيا وقمع الانتفاضات وو... 
لم يكن يرى نفسه خارج معترك السياسة لان دمه الساري في عروقه قد ادمن حالة الترؤس والقيادة... بالمقابل لم يكن نوري السعيد مهتما بوضعه الاقتصادي فلم يعرف عنه امتلاك القصور او الاموال انه محترف سياسة وحسب.. 
ان دخول الانكليز 1914 ومعهم النخبة المختارة هم الذين رسموا سياسة العراق وثبتوا مفاهيم اوصلت البلد الى التحسس الطائفي الذي تسيقظ جذوته في كل خلاف سياسي ينشب بين الجهات التي تقود الوطن وبين معارضيهم بين حين واخر.. ويقع المواطن العراقي ضحية تلك التناحرات ... وهذا الامر نحياه الان بكل تفاصيله رغم مرور قرن كامل على افتراس الوحش البريطاني لكيان العراق..